تفاعل الفلسطينيون مع مبادرة بلدية أكادير بتسمية 43 شارعا وزقاقا بالمدينة بأسماء فلسطينية، معبرين عن افتخارهم بهذه الخطوة، وموجهين الشكر للقائمين عليها، معتبرين أن مثل هذه المبادرات تؤكد مثانة العلاقة بين المغاربة والفلسطينيين. ورفع نشطاء فلسطينيون، من ضمنهم أطفال وشيوخ، لافتات تشكر بلدية أكادير على هذه الخطوة، وذلك من قلب مسيرات العودة على حدود قطاع غزة، أمس الجمعة، موجهين التحية للأمازيغ بأكادير. ومن بين ما رفع الفلسطينيون في مسيرات الأمس: "من غزة المحاصرة. تحية إجلال للأمازيغ الأحرار في بلدية أكادير"، "كل التحية من فعاليات مسيرة العودة الكبرى إلى بلدية أكادير وكل الشعب المغربي"، "شعب فلسطين يحيي بلدية أكادير على تسمية شوارعها بأسماء مدن فلسطينية"، "من المغرب إلى فلسطين شعب واحد والموعد حارة المغاربة"، "من غزة إلى أكادير مقاومة وعزة". وكان المجلس البلدي لمدينة أكادير قد صادق بالإجماع على النقطة السابعة من جدول أعمال الدورة الاستثنائية، المنعقدة يوم 9 يوليوز الجاري، والمتعلقة بالدراسة والتصويت على إطلاق أسماء فلسطينية على الشوارع والأزقة، حيث شمل القرار تسمية 43 زقاقا وشارعا بحي القدس بأسماء مدن وبلدات فلسطينية. ومن الأسماء التي تضمنتها اللائحة: بيت لحم، بئر السبع، جنين، خان يونس، النقب، الخليل، حيفا، صفد، بيسان، عكا، أريحا، باب العتم، يافا، النقب، غزة، المسجد الأقصى، باب المغاربة، قبة الصخرة، وغيرها. غير أن إطلاق الأسماء الفلسطينية على شوارع المدينة، لم يلقى استحسان عدد من الإطارات الجمعوية المحلية، حيث نظم نشطاء وقفة احتجاجية أمام قصر بلدية أكادير، الثلاثاء المنصرم، تنديدا بقرار مجلس صالح المالوكي الذي يقود البلدية عن حزب العدالة والتنمية، واصفين القرار بأنه "مفاجئ ويسعى لطمس هوية المدينة، عوض إبراز شخصيات محلية ارتبط اسمها بالمقاومة والفن والرياضة". بالمقابل، اعتبرت خولة أجنان نائبة الرئيس المكلفة بالتواصل، أن الحملة الرافضة للأسماء الفلسطينية "ورائها دوافع سياسية، وأن جزءًا من المعارضين يزعجه أن يرى أي قرار مهما كان رمزيا يحيل على القضية الفلسطينية، ويحاول تغطية الأمر بادعاء الحفاظ على الهوية الأمازيغية والمغربية للمدينة"، معتبرة أن المواطنين المغاربة لا يجدون أي تضاد بين القضية الفلسطينية والهوية المغربية الأمازيغية العربية. وأكدت في تصريح سابق لجريدة "العمق"، أن قرار مجلس أكادير تسمية حوالي 40 شارعا وزقاقا بأسماء مدن وقرى فلسطينية، لقي ترحيب فئات عريضة من المواطنين واعتبرته مبادرة إيجابية، مبرزة أن جزء من المعارضين الذين رأوا في القرار مبالغة، هي وجهة نظر معتبرة، رغم أن القرار كان بناء على مقاربة تشاركية مع المجتمع المدني بالحي المعني. وشددت على أن دفاع المجلس الجماعي لأكادير عن الهوية الأمازيغية للمدينة حاضرٌ في العديد من القرارات والاتفاقيات، معبرة عن رفضها للمزايدة عن المجلس في هذا الصدد، مؤكدة أن "افتخارنا وانتماءنا كأكاديريين لهذه الهوية الأمازيغية لا يلغي باقي الأبعاد المشكلة لهوية المدينة الزاخرة بتنوعها العرقي والديني والفكري"، وفق تعبيرها.