لقد تابع جلنا أحداث أولمبياد البرازيل 2016، ورأينا كيف تألّق كثير من الأبطال في الكثير من الرياضات، كما رأينا كيف رفرفت أعلام كثير من الدول المعروفة منها وغير المعروفة، وكم كنا نتمنّى أن يرفرف علمنا الوطني عاليا إلى جانب أقرانه من الأعلام.. لكن ليس كل ما نتمنى يتحقّق، ولأن التمنّي وحده لن يوصلنا إلى نتيجة، سواء هذه السنة أو السنوات القادمة فعلينا أن نقف وقفة تأمل ونبحث عن الأسباب.. لعلنا نتجاوز هذه الأزمة، وحتى لا تتكرر الخيبات عند كل محطة استحقاق! لاشك أن حصيلة المملكة المغربية هذه السنة كانت مهينة لسمعة الرياضة بالمملكة بصفة عامة وألعاب القوى بشكل خاص، وكما أوردت جريدة سي ن ن عربية "مشاركة هذه السنة هي الأسوأ منذ 1980" هنا نتساءل إلى متى سيتمر الوضع على ماهو عليه؟ يتضح أن الأمر لا يتعلق بصدفة أو حدث عارض، بل بأزمة حقيقية ومتجذرة تقتضي تشخيص جدي ورؤية إستراتيجية واضحة. لتنضاف لهذه الحسرة، حسرة الإقصاء من كأس افريقية أمام منتخب مصر(رغم تفوق منتخبنا من ناحية اللعب) لطن تبقى النتيجة النهائية: حسرتان وخيبتان، حسرة أولمبياد البرازيل2016 وحسرة كأس لفريقية 2017. هنا نتساءل ألا تقتضي هذه الأزمة فيما تقتضيه وجود اهتمام وعناية خاصة، لا تقل أهمية عن العناية التي نوليها للغناء والضحك والأكل.. وما يخدم ذلك من برامج اكتشاف المواهب الناشئة في مجال الغناء والكوميديا والطبخ.. ولعل هذا من مظاهر تناقضاتنا. إن التفكير السليم يخلص إلى أن القطاع الوصيّ ونخص بالذكر: اتحاد ألعاب القوى المغربي، والجامعة المغربية لكرة القدم، أمام طريقين: إما التحرك العاجل من أجل تجاوز الأزمة، وإما انسحاب رئيس الإتحاد، واستقالة "لقجع" ليترك المكان لمن هو أكثر كفاءة لهذا المنصب وبين هذا الخيار ذاك على كل مسؤول أن يعلم أن الغاية هي مصلحة الوطن وليس المنصب أو التسميات ما أحوجنا اليوم إلى القليل من نكران الذات، لأن المملكة في حاجة إلى النهوض بعدة مجالات ومن بينها مجال الرياضة، وربما نستطيع تجاوز الأزمة من خلال الدعوة إلى مناظرة وطنية يتم من خلالها استدعاء كل من له صلة بألعاب القوى والرياضة بصفة عامة، وبعدها الخروج برؤية إستراتيجية متكاملة بناء على مقاربة تشاركية.