مباشرة بعد الزيارة التي قام بها وزير الصحة أناس الدكالي للمستشفى الإقليمي "سيدي احساين" بورزازات، يوم الاثنين الماضي، حلت لجنة مركزية من المفتشية العامة لوزارة الصحة بالمستشفى المذكور للتحقيق في مجموعة "الاختلالات" تضمنها تقرير سُلم للدكالي خلال زيارته. وسلم مجموعة من الأطباء تقريرا في قرص مدمج للدكالي خلال زيارته للمستشفى الإقليمي، الاثنين الماضي، تضمن "الاختلالات" التي يعاني منها المستشفى منذ عامين، بحسب ما أكده أمين عباد الكاتب الإقليمي للنقابة المستقلة للأطباء في حديث مع جريدة "العمق". وأضاف عباد، أنهم اجتمعوا بوزير الصحة مساءً لمدة ساعتين، وقدموا له شروحات حول "الاختلالات" التي رصدوها بالمستشفى، مضيفا أن مدير المستشفى بدل أن يجنح للحوار، استدعى الشرطة والسلطات المحلية في اليوم الموالي لزيارة الوزير، بداعي أن الأطباء يمنعون آخرين من القيام بعملهم. وتابع المتحدث ذاته، أن سلوك مدير المستشفى دفعهم للقيام بوقفة احتجاجية وطلب للقاء عامل الإقليم وتوجيه شكاية للوزير، مشيرا أن "الخبر وصل الوزير الذي كان في زيارة لتنغير يوم الثلاثاء، ولم يرقه الأمر، وأوفد لجنة من المفتشية العامة للصحة، وحلت صباح الأربعاء بالمستشفى". واستمعت عناصر لجنة المفتشية العامة لوزارة الصحة، التي حلت بالمستشفى من 8 صباحا إلى العاشرة ليلا، لكل من المندوب الإقليمي لوزارة الصحة، ولمدير مستشفى "سيدي احساين"، وللأطباء والنقابيين، وزارت جميع أروقت المستشفى، واستفسرت عن عدد حراس الأمن، وعدد المكلفين بالطبخ، وراقبت الأكل المقدم للمرضى. ومن "الاختلالات" التي كشف عنها الكاتب الإقليمي للنقابة المستقلة للأطباء خلال لقائه بأعضاء اللجنة كممثل للأطباء، أن "أشغال البناء والتوسعة بالمستشفى انطلقت منذ 7 سنوات ولم تكتمل لحد الآن، وهذا لا يعقل، وحتى الوزير لم يعجبه الأمر خلال الزيارة"، مضيفا أن "التجهيزات بالمستشفى مهترئة، زد على ذلك أنهلم يصلنا من الأدوية منذ بداية العام إلا 3.45 %". كما حلت لجنة للمستشارين بالمستشفى، يضيف المصدر ذاته، والتقوا بمدير المستشفى، وممثلي الأطباء وقدمت لهم شروحات حول "الاختلالات" التي يتخبط فيها المركز الاستشفائي "سيدي احساين". وأكد عباد أنهم تلقوا وعودا من المستشارين بتوفير بعض المسلتزمات البسيطة التي يفتقر إليها المستشفى من أجل البدء في العمليات الجراحية المبرمجة والتي تم إيقافها منذ شهرين، مضيفا: "لا نتوفر حتى على صابون لغسل أيدينا، ولا ماء للتعقيم، ولا مشرط كهربائي، فكيف إذن يمكننا العمل". وشدد المتحدث ذاته، على أن الأطباء سيبدؤون العمليات الجراحية المبرمجة والمتوقفة منذ شهرين، يوم الاثنين، وأن المستشارين أكدوا لهم أنهم سيقفون بأنفسهم على تسريع الاجراءات الإدارية حتى تصل المستلزمات الطبية للمستشفى لمباشرةالعمليات.