يعيش قاطنو سكان حي القدس المأهول بمدينة طانطان حالة خوف ورعب، بمجرد ما يسدل الليل سدوله، بعدما أصبح هذا الحي مرتعا لمجموعة من اللصوص والسكارى والمتحرشين بالفتيات والنساء، بل إن هؤلاء الجانحين حولوا أزقة هذا الحي، وخصوصا شارع القدس القريب من إحدى الثانويات إلى فضاء خاص بهم، مستغلين حالة الظلام التي يعرفها الحي في ظل غياب الانارة العمومية بشوارعه وغيره من الأزقة. وقد أصبح عدد من القاطنين يتحاشون الخروج من منازلهم رفقة أولادهم وزوجاتهم بسبب الكلام النابي ومظاهر التحرش والمعاكسة في الشارع العام. ويبقى شارع القدس، هو الشارع الرئيسي المستثنى من الإنارة بالمدينة، بالرغم من تواجد ثلاث مؤسسات تعليمية ابتدائية وإعدادية وتأهيلية به، مما يزيد من تعريض التلاميذ والتلميذات للخطر في فصل الشتاء. ورغم قِدم التعمير بحي القدس، إلا أنه لم ينعم بعد بإنارة عمومية بشوارعه وأزقته، رغم الطلبات الكثيرة التي رفعها السكان إلى المجلس الجماعي لطانطان، ولعل آخرها الطلب الذي وضعوه بكتابة الضبط يوم سادس أبريل 2018، مرفوقا بعريضة تضم توقيعات ساكنة الحي، غير أنهم لم يتلقوا أي جواب من قبل رئيس الجماعة الترابية. ومن تداعيات الظلام الحالك الذي تعيشه أزقة الحي وانتشار الجانحين بعدد من النقط السوداء، رفض أصحاب سيارات الأجرة نقل الزبناء إلى هذا الحي، خوفا من تسلط واعتداءات الجانحين تحت جنح الظلام، الأمر الذي يزيد من معاناة الساكنة الذين يضطرون إلى العودة إلى بيوتهم مساء قبل نزول الظلام وبدء رفض سيارات الأجرة الدخول إلى هذا الحي، مما يجعل الحي في عزلة تامة عن بقية الأحياء بعد حلول الظلام. وبعد الانتظار الطويل لتدخل من الجماعة الترابية والاستجابة لمطالب الساكنة، لجأت الساكنة إلى عمالة الإقليم، حيث وضعوا ملتمسا من أجل التدخل لفك العزلة عنهم. وبحسب بعض المعطيات، فقد عرف الحي بعض التهيئة مؤخرا كالشبكة الطرقية الحديثة، التي شملت الأزقة والشارع الرئيسي، كما تم الشروع في بناء ملعب القرب، لكن لم يتم تزويده بالإنارة العمومية.