حل فصل الصيف، وحل معه كابوس لسعات العقارب والأفاعي، حيث لا يكاد يمر أسبوع إلا وتسمع عن حالة إصابة قد تكون مميتة، خصوصا في مناطق المغرب العميق، التي تغيب في مستوصفاتها الأمصال المضادة لسموم العقارب والأفاعي، ما يضطر معه المريض لقطع مسافات طويلة وفي مسالك وعرة بحثا عنها، هذا إن لم يفارق الحياة. وعلمت جريدة "العمق"، من مصدر مطلع أن سيدة تدعى "فاطمة إيمولا" في عقدها الخامس، توفيت، مساء أمس الخميس بمستشفى ابن طفيل بمراكش، على إثر تعرضها للدغة أفعى سامة، بينما كانت ترعى أغنامها بقرية "تزليدة" بمنطقة "تيشكا". وأضاف المصدر ذاته، أن الهالكة وهي أم لطفلة تعرضت للدغة أفعى سامة، في حدود العاشرة من صباح أمس، أثناء قيامها برعي الأغنام بقرية "تزليدة" التابعة لجماعة "زرقطن" بإقليمالحوز، وقد جرى نقلها على متن سيارة إسعاف تابعة للجماعة إلى مستشفى ابن طفيل الذي لفظت أنفاسها الأخيرة داخله. وبدوار "تدلين" التابع لقيادة "النقوب" ضواحي إقليم زاكورة، أوضح مصدر محلي للجريدة أن طفلة في ربيعا ال12 تعرضت للدغة ثعبان على مستوى القدم، أثناء رعيها للأغنام بأعماق جبال "صاغرو"، ولصعوبة المسالك بالمنطقة، اضطرت الساكنة لحملها لساعات على ظهر دابة، قبل أن تتصل بمركز الوقاية المدنية بجماعة بومالن دادس من أجل نقل الطفلة إلى المستشفى. وأوضح المصدر ذاته، أنه تم نقل الطفلة على عجل إلى المستشفى الجهوي مولاي علي الشريف بالرشيدية، والذي يبعد عن بومالن دادس بأزيد من 200 كيلومتر، وذلك لغياب الأمصال المضادة لسم الأفاعي بالمستوصفات المحلية، مشيرا إلى أن الطفل تلقت العلاجات اللازمة، وتم إخضاعها لعملية جراحية على مستوى قدمها. والأحد الماضي، تعرضت سيدة حامل في شهرها التاسع للدغة أفعى سامة بمنطقة "تكركرا" النائية وسط جبال "صاغرو" بجماعة "النقوب"، إقليم زاكورة، ولم تجد الساكنة أي وسيلة لنقل المصابة إلى المستشفى غير دابة حملوها على ظهرها لمدة أربع ساعات، كانت كافية لانتشار السم في جسدها. الحامل هي الأخرى كانت ترعى الأغنام بقريتها، لتتعرض للدغة أفعى سامة، ونقلت في البداية إلى مستوصف "النقوب"، غير أن افتقاره لمضاد لسموم الأفاعي، عجل بنقلها مرت أخرى عبر سيارة إسعاف إلى المركز الاستشفائي الإقليمي سيدي احساين بورزازات، من أجل تلقي العلاجات اللازمة، إلا أن حالتها الحرجة عجل بنقلها عبر مروحية طبية إلى مراكش. ويعتبر المغرب من الدول التي تزداد فيها مخاطر الموت بسبب سموم الأفاعي والعقارب، وخلال فصل الصيف تزايد حالات الإصابة بالتسمم الناتج عن لسعات العقارب، التي تعد أولى أسباب التسمم في المغرب، حسب المركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية. ويسجل المركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية التابع لوزارة الصحة، سنويا، حوالي 25 ألف حالة تسمم بلسعات العقارب، حوالي 6.333 حالة منهم أطفال دون السن 15 عاما. وكشف أحدث تقرير سنوي للمركز عن وفاة 53 مواطنا بسبب لسعات العقارب، التي تتركز في المناطق القروية وتشكل رهاب لساكنيها.