بسبب تغول من سموهم ب"لوبيات ومافيا العقار" وتراميهم على مئات الهكتارات بالأقاليم الجنوبية، جر نواب بالبرلمان كلا من محمد أوجار وزير العدل، ومحمد بوسعيد وزير المالية والتنمية الإقتصادية لمسائلتهم عن التدابير المتخذة من أجل التصدي للظاهرة. وطالب نواب من فريق البيجيدي في سؤالين موجهين إلى أوجار وبوسعيد، بفتح تحقيق حول ما سموه ب"تلاعبات لوبيات ومافيا العقار" بالأقاليم الجنوبية وذلك من أجل ضمان حقوق مالكي تلك الأراضي ومتابعة مرتكبي تلك الجرائم أمام القضاء. وأوضح المصدر ذاته أن العشرات من المواطنين قد خرجوا للاحتجاج أمام مقر جماعة إمي نفاست بجهة كلميم-وادنون ضد لوبيات ومافيا العقار المتوغلة بالمنطقة، مضيفا أن المحتجين ضاقوا ذرعا من ما سموه بمحاولة الاستيلاء والترامي على المئات من الهكتارات بعدد من الجماعات الترابية، ومن بينها جماعة سيدي إفني وأباينو وتلوين ولقصابي. وأشار المصدر نفسه إلى أن المحتجين قد رفعوا خلال الوقفة الاحتجاجية شعارات تحمّل المسؤولية للوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري والخرائطية بمدينة تزنيت، مطالبين بالتدخل العاجل لوضع حد للطرق والأساليب الاحتيالية التي تلجأ إليها مافيا العقار بجهة كلميم، بغرض الترامي على أراضي وعقارات المواطنين التي يملكون أوراقها الثبوتية. وأضاف المصدر أنه أمام هذه الجرائم العقارية بادر المواطنون إلى تأسيس تنسقية هدفها التصدي للوبيات العقار، وقرروا جعلها إطارا لتنظيم الأشكال التصعيدية التي قد يضطرون إلى خوضها مستقبلا حماية لمتلكاتهم وحقوقهم القانونية. ونبه المصدر عينه إلى أن جهة كلميم-وادنون قد عرفت في السنوات الماضية تزايد لوبيات العقار التي استحوذت على الأراضي بطرق ملتوية، متهما من وصفهم ب"جهات نافذة ومنتخبة" بمساعدة لوبيات العقار على اقتراف جرائمها في ظل حالة من التسيب والفوضى التي تزايدت مظاهر رفضها يوميا من طرف الساكنة المحلية. من جهة أخرى، تستعد تنسيقية ضحايا مافيا العقار بالجنوب لتنظيم وقفة احتجاجية يوم الخميس 28 يونيو 2018 أمام الاستئناف بمدينة أكادير، وذلك تزامناً مع مثول من يلقبونه ب"زعيم مافيا العقار" أما غرفة الجنايات بتهمة التزوير والتزييف في العقود والطوابع الوطنية. ودعت التنسيقية جميع ضحاياه من كلميم وتكانت وبويزكارن واندجاء والاخصاص وميرغت وافرض ووعلكة وايت جرار وتزنيت الى أكادير، للانخراط القوي في الوقفة. يذكر أن قضية استيلاء مافيا العقار على أراضي الغير تفجرت بعد أن أقدمت المعروفة ب"إبا إجو" على التمرغ في الأرض أمام المحكمة الابتدائية بمدينة تيزنيت احتجاجا على ما اعتبرته ظلما لحق عائلتها بعد حكم وصفته ب"الجائر"، مطالبة آنذاك باسترجاع مسكنها الذي استولى عليه أحد أصحاب النفوذ خلال عام 2014.