في تطور مثير في ملف محاكمة توفيق بوعشرين مدير جريدة "أخبار اليوم"، أعلنت هيئة الدفاع عن انسحابها جماعيا من الملف، بسبب ما اعتبرته "اختلالات وتجاوزات" عديدة. وأوضح المحامي عبد الصمد الإدريسي عضو هيئة الدفاع لجريدة "العمق"، أن قرار الانسحاب جاء بعد التأكيد على أن "القضية لم تبدأ قانونية فقط، وهي الآن ليست كذلك، لأن القضية فيها: إن". وأضاف أن أسباب الانسحاب تعود إلى المعطيات التي دونها على صفحته على موقع فيسبوك، حيث اعتبر أن "قصة المحاكمة غير مُطمئِنة، والدفاع ليس كومبارس"، وفق تعبيره. وتم وضع أمال الهواري رهن الاعتقال تحت الحراسة النظرية، ليلة أمس الأربعاء، بعدما رفضت الإجابة عن أسئلة هيئة المحكمة مؤكدة أنه لا علاقة لها بالملف، وذلك إثر إحضارها بالقوة في جلسة أمس رفقة حنان بكور، رئيسة تحرير موقع "اليوم 24". كما تم اعتقال ابني النقيب محمد زيان، عضو هيئة الدفاع عن بوعشرين، اليوم الخميس، ووضعهما تحت تدابير الحراسة النظرية، حيث كشفت مصادر متطابقة أن توقيفهما مرتبط بملف بوعشرين. الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط، كان قد أعلن عن فتح تحقيق حول ظروف ضبط أمل الهواري مختبئة في منزل أحد أبناء زيان بالرباط، وقدم معطيات حول اقتحام نفس المنزل الذي كانت تتواجد فيه حنان بكور أيضا. وفيما يلي التدوينة التي كشف فيها المحامي عن أسباب الانسحاب: "منذ البداية قلنا بصوت مرتفع هناك تجاوزات واختلالات، وكانت عندنا دفوعات وطلبات وملتمسات قدمناها بكل جدية بكل ثقة بكل أمل.. اشتغلنا بنفَس الموقن في قرارات القضاء، لتصحيح ما اعتبرناه نحن دفاع بوعشرين خروقات في المسطرة.. بداية اختاروا الاحتكام للشارع والرأي العام، من خلال البلاغات وتعميم المحاضر والتشهير بالمتهم في وسائل الإعلام الرسمية وغير الرسمية.. قلنا ما يهمنا هو القضاء وهو غير معني بكل ذلك.. رُفضت دفوعاتنا وملتمساتنا وطلباتنا، تقريبا جميعها، لم نعقب على قرارات المحكمة.. وانتظرنا البت في الجوهر حتى دون أن نعرف التعليل لضم الدفوعات الجوهر.. ولم نحصل على قرار معلل من المحكمة بذلك.. استسلمنا لمنطق غير مفهوم بالنسبة لنا، ونحن دفاع المعتقل المعني الأول بزمن المحاكمة، استسلمنا تحت ضغط رهيب لمنطق التسريع في جلسات ليلية مراطونية، واعتبرنا ذلك من اختصاص المحكمة ولم نعقب، حتى دون أن نفهم لماذا.. جاءت الأطراف بكلام جديد، موغل في التنكيل بموكلنا، تصنع حججا جديدة، وصبرنا مع بوعشرين على سماع ما لم يخطر على بال، حتى لمحرري المحاضر من ضباط الفرقة الوطنية.. كُتبت ضدنا كمحامين المحاضر حول مضامين المرافعات المشمولة بحصانة الدفاع، وقلنا لا بأس هي ضريبة رسالة الدفاع المقدسة… أطلقوا العنان للصحافة المخدومة للتعريض بالدفاع والمتهم وبكل من يناقش الرواية الرسمية.. واعتبرنا ذلك من الأذى الذي يُصبر عليه.. حوكمت عفاف برناني بستة أشهر نافذة وهي شاهدة نفي.. قلنا في الاستيناف أمل كدرجة ثانية للتقاضي.. رغم أنهم استكثروا شاهدة واحدة.. ثم قالوا عفاف أيضا عندها فيديوهات وهي (مجرد شاهدة).. حتى الفرقة الوطنية وتقويتها لم سألوا بذلك.. اعتقلت امال هواري لأنها فندت الرواية الرسمية والتزمت الصمت.. وهي الان رهن الحراسة النظرية.. وقالوا هي شاهدة رغم أنها في أوراق الملف لدى المحكمة مطالبة بالحق المدني. ثم هل نسيتم أنه سبق وقلتم أن امال هواري ضحية لبوعشرين، لم يراعي كونها متزوجة، كيف تحولت الى شاهدة بل محروسة نظريا.. وقد كان إلى جانبها محامي ولم تؤدي يمينا أمام المحكمة.. جيء بحنان بكور بعد ليلة مؤلمة في المستعجلات ثم الإنعاش، كل ذلك بعد قطع الماء والكهرباء على بيتها وفتح بابه دون إذنها، وجاءت رافعة رأسها، وقالت ما يرضي ضميرها، ولا يروق من كان لهم الأمل في حضورها.. ماذا بقي بعد.. هل يمكن لحامل رسالة الدفاع المقدسة أن يقبل أن يكون كومبارس للتأثيث.. هل يعقل في أعراف وتقاليد مهنة المحاماة الراسخة أن نستمر في هكذا محاكمة.. هل بعد هذا نطمئن لكل هذا المسار.. القضية لم تبدأ قانونية فقط، وهي الآن ليست كذلك.. سبق وقلت القضية فيها إن.."