ثورة على الطريق الوطنية رقم 9 تبعد خطر الموت بتيشكا تعد الطريق الوطنية رقم 9 من الطرق الحيوية والصعبة وطنيا في آن واحد، إذ تضم عدة نقط سوداء على طول الطريق بين مراكش وزاكورة أهمها مقطع "تيشكا" المصنف من أخطر نقط الموت في العالم و" ايت ساون " .... والتي خضعت على مر عقود ما بعد الاستقلال لإصلاحات لكنها كانت ضعيفة و شكلية، لتظل الطريق مهددة لسلامة وحياة المواطنين وعائقا كبيرا أمام تنمية حقيقية بمدن ورززات وزاكورة وتنغير، لكثرة المنعرجات والمرتفعات و المنحدرات وخطورتها من جهة وضيق الطريق ونقص جودتها من جهة ثانية. وظلت الصيحات المطالبة بإصلاح جذري لهذه الطريق تتعالى من كل اتجاه، أملا في تغيير الوضع في أسرع وقت خاصة بعد كل كارثة تعرفها- نموذج كارثة" تيشكا" التي ذهب ضحيتها أكثر من 40 راكبا في شتنبر 2012 - ،أملا في دفع عجلة التنمية بتلك الأقاليم إلى الأمام، ورافعت هيئات المجتمع المدني بها من أجل التعجيل بتنفيذ مشروع نفق تيشكا الذي ولد إبان فترة الاستعمار ولم يكتب له الكمال .... ورغم أن النفق الذي هو مطلب شعبي لساكنة هذه المناطق لم ير النور بعد بدعوى الإكراهات المادية، فقد استبشرت الساكنة وكل من يعبر تيشكا هذه الأيام خيرا، اعتبارا لحجم و نوعية الأشغال الجارية بها منذ حوالي سنة، أشغال غير مسبوقة تأكد بالملموس قطعها مع الإصلاحات الشكلية حينا والمغشوشة حينا آخر، حتى إن البعض وصفها بثورة حقيقية على هذه الطريق ولو أن كل الحكومات التي تعاقبت بعد الاستقلال أنجزت ربع ما أنجز خلال ولاية هذه الحكومة لزالت عنها صفة الموت منذ زمن، ومعها وسم "المغرب غير النافع"، فالأشغال جارية لتوسعة الطريق لتضم ثلاث ممرات وتقليص المنعرجات والمرتفعات مع جودة الإسفلت، والشأن نفسه تعرفه الطريق الآن ما بين أكدز وزاكورة، أشغال توسعة حقيقية تستعمل فيها آليات متطورة لدك الجبال المحادية للطريق، أشغال تنضاف إلى أخرى تدعم البنية التحتية بالمنطقة كبناء قناطر على وادي درعة بعد فيضانات السنة الماضية ب (بني زولي / زاكوررة – امزرو...) مما جعل المواطن الزاكوري على الخصوص يحس أخيرا بانتمائه لهذا الوطن الذي كان يرى ضخامة الأشغال في مناطق أخرى منه على التلفاز منذ زمن فيما ظل نصيبه غالبا مشاريع ضعيفة يتولى إنجازها مقاولون يزيدونها ضعفا، ولعل في مقارنة الزاكوريين على مواقع التواصل الاجتماعي بين الصور القادمة من تيشكا و صور طرق معدة مؤخرا بزاكورة وسخريتهم من بعض المقاولين لأكبر دليل ... إن ما تشهده الطريق الوطنية رقم 9 اليوم من إصلاحات يؤكد بالملموس أن التغيير بالمغرب ممكن، رغم كل الإكراهات فالمؤكد أن أموالا طائلة رصدت في السابق لإصلاحها لكن الفساد أفرغها من محتواها، إصلاحات نالت ارتياح مواطني هذه المناطق واستحق شكر القيمين عليها: وزير التجهيز، المهندسين..... في انتظار أن يرى حلم نفق تيشكا النور لأنه الكفيل بإبعاد شبح الموت عن هذه الطريق مرفوقا بإصلاحات جذرية لنقط أخرى على الطريق بين ورززات و زاكورة.