(1) لماذا يخاف الغرب من نهضة العرب والمسلمين؟ سؤال لطالما أرقني وأقلقني منذ تفتحت عيناي على تفاصيل واقع العلاقة بين شرقنا الإسلامي والغرب على امتداد التاريخ والجغرافيا العربية والإسلامية من اندونيسيا شرقا إلى المغرب غربا، ومن كازاخستان شمالا وحتى غانة جنوبا، وفي قلبها الشرق الأوسط وفلسطين.. اذكر ان من بواكير الكتب التي شجعنا فضيلة العالم المجدد الشيخ عبدالله نمر درويش – رحمه الله – مؤسس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني، على قراءتها ودراستها بتعمق والاحاطة بتفاصيلها ومناقشة مضامينها وفهم أبعادها، وذلك منذ التحاقنا رسميا كطلاب في المدرسة الإعدادية والثانوية، بأول التشكيلات الدعوية المنظمة في منتصف سبعينات القرن الماضي، خمسة كتب رأى انها تقدم خلاصة مفيدة للتعريف بالإسلام كنظام شامل للحياة، وترسم صورة واضحة للواقع الإسلامي وعلاقته بالغرب، ما زلت أحتفظ بها واعود لقراءتهما حتى يومنا هذا لأهميتهما. الأول، كتاب "مجموعة الرسائل" للإمام الشهيد حسن البنا – رحمه الله. والثاني، كتاب "ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين" للعلامة الهندي المسلم أبو الحسن الندوي. والثالث، كتاب "حاضر العالم الإسلامي" للمستشار الدكتور علي جريشة. والرابع، كتاب "الغارة على العالم الإسلامي" تأليف أ.ل. شاتليه، ترجمة محب الدين الخطيب. والخامس، كتاب "الإسلام في قفص الاتهام" للمؤرخ والمفكر الإسلامي شوقي خليل، إضافة طبعا إلى عدد لا بأس به من الكتب ذات العلاقة بالثقافة الإسلامية قرآنا وَسُنَّةً وفكرا وفقها وتاريخا وادبا وشعرا وفلسفة، وبالثقافة الوطنية والسياسية والاجتماعية والإنسانية، وبالثقافة الواقعية وتشمل واقع العالم الإسلامي، وواقع القوى العالمية المعادية للإسلام، وواقع الأديان المعاصرة، وواقع المذاهب السياسية المعاصرة، وواقع الحركات الإسلامية المعاصرة، وواقع التيارات الفكرية المعادية للإسلام، وواقع البيئة المحلية، إضافة طبعا إلى الثقافة الحركية ونظرياتها وتجاربها المتراكمة.. كان – رحمه الله – حريصا على أن يُسلحنا بِكَمِّ نوعي من الثقافة الموسوعية التي تؤهلنا للتعامل مع واقع مجتمعاتنا والتحديات التي تواجهه داخليا وخارجيا، بشكل متوازن ومتزن وعلمي إلى أبعد حد ممكن.. (2) تنبع أهمية هذه الكتب التي نصحنا الشيخ – رحمه الله – بالإحاطة بكل تفاصيلها في تلك المرحلة المبكرة، أولا، لما تقدمه من صورة متكاملة لعظمة الإسلام ومساهماته في بناء أعظم دولة، وأزهى حضارة، وأرقى مدنية، كان لها الفضل الكبير في إرساء قواعد الحكم الرشيد من جهة، وأسس العدالة الاجتماعية من جهة ثانية، وبناء الاخوة الإنسانية على قاعدة ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) من جهة ثالثة، وثانيا، لما تكشفه من تفاصيل التحديات التي واجهها العالم الإسلامي على امتداد التاريخ الطويل، والمكائد التي حيكت ضده لمنعه من الاستمرار في أداء دوره كقوة رائدة تركت بصماتها العبقرية العميقة على مشهد الإنسانية في كل جانب من جوانبها، وثالثا، لما تَعْرِضُ له من أسباب انحطاط المسلمين والنتائج التي ترتبت على هذا الانحطاط من خسارة كبرى على مستوى الأمة خصوصا، وعلى مستوى الإنسانية عموما، ورابعا، لما تضعه من حلول لعودة الإسلام وامته إلى صدارة المشهد الذي تستحقه، متجاوزةً لكل ازماتها، ومتخلصةً من كل اغلالها الداخلية والخارجية، ومحققةً لمهمتها التي اصطفاها الله لأدائها خدمةً للإنسانية وتحقيقا لوعد الله في هداية البشرية.. (3) لماذا كان ذلك مهما بالنسبة للشيخ – رحمه الله، ولماذا كانت هذه الخماسية التي ذكرت ضرورية جدا لنا ولكل أجيال المسلمين في كل مكان وزمان؟ لم أجد إجابة على هذه الأسئلة أجمل مما قاله شهيد الفكر الإسلامي الأستاذ سيد قطب – رحمه الله – في مقدمته لكتاب "ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين"، وذلك في طبعته التي صدرت سنة 1965 عن دار الكتاب العربي ببيروت، حيث قدم للكتاب قائلا: (ما أحوج المسلمين اليوم إلى من يَرُدُّ عليهم إيمانهم بأنفسهم، وثقتهم بماضيهم، ورجاءهم في مستقبلهم.. وما احوجهم لمن يرد عليهم إيمانهم بهذا الدين الذين يحملون اسمه ويجهلون كنهه، ويأخذونه بالوراثة أكثر مما يتخذونه بالمعرفة. إن الإسلام عقيدة استعلاء، من أخص خصائصها أنها تبعث في روح المؤمن بها إحساسَ العزة من غير كِبْر، وروحَ الثقة في غير اغترار، وشعورَ الاطمئنان في غير تواكل… إنها تشعر المسلمين بالتَّبِعة الملقاة على كواهلهم تجاه الإنسانية كلها. هذا الكتاب يثير في نفس قارئه هذه المعاني كلها، ويبث في روعه تلك الخصائص كلها، لكنه لا يعتمد في هذا على الاستثارة الوجدانية او العصبية الدينية، بل يتخذ الحقائق الموضوعية أداته، فيعرضها على النظر والحس والعقل والوجدان جميعا، ويعرض الوقائع التاريخية والملابسات الحاضرة عرضا عادلا مستنيرا، ويتحاكم في القضية التي يعرضها كاملة إلى الحق والواقع والمنطق والضمير، فتبدو كلها متساندة في صَفِّهِ وفي صَفِّ قضيته، بلا تمحل ولا اعتساف في مقدمة او نتيجة.) … هذا بالضبط ما أرادنا الشيخ – رحمه الله – ان نصل اليه، وقد تحقق فعلا، فقد فتحت هذه الكتب في تلك المرحلة امامنا آفاقا بعيدة، وزودتنا بمفاتيح مهمة فككنا بها الغازا كثيرة، وأقفالا عنيدة لأبواب كان وراءها من الاسرار ما كنا في أمَسِّ الحاجة اليه لفهم ما يدور في مجتمعاتنا العربية والإسلامية، وما يدور حولها في ذات الوقت.. من المهم هنا ان الفت الانتباه إلى أن الطبعة الأولى للكتاب كانت ظهرت سنة 1950، كما يذكر ذلك أبو الحسن الندوي – رحمه الله – في مقدمة الطبعة الرابعة. يعني انه قد مَرَّ على تأليف الكتاب نحوٌ من سبعين عاما.. فهل تغير المشهد التي تناوله منذ ذلك الوقت البعيد؟ هل ما نعيشه اليوم (2018) يختلف عما وصفه في كتابه، وما وصفه الاخرون في كتبهم؟! الحقيقة المحزنة والمؤسفة أن شيئا لم يتغير.. فالأمة العربية والإسلامية قد تخلصت من الاستعمار الغربي المباشر، لكنها ما تزال تعيش تحت نير استعمار من صناعة محلية أشد وأنكى، مدعوم بشكل كامل من الغرب الذي يزوده بكل ما يحتاجه من سلاح وتغطية سياسية ودعم مادي ومعنوي، هو السبب المباشر في التدهور المتدحرج لأوضاع الامة باستثناء حالات محدودة جدا (تركيا كنموذج)، والتي تواجه مؤامرة توحدت فيها جهود غربية – أمريكية – صهيونية – عربية – إسلامية، تعمل ليلا ونهارا على إفشال تجربتها الريادية حتى لا يبقى هنالك أمل في نهضة عربية – إسلامية يمكن ان تعيد للأمة شيئا من هيبتها ومكانتها الضائعتين! تفاصيل المشهد لم تتغير أذا.. الغرب ما يزال مع الأسف على عدائه لم يغير ولم يبدل، مهما حاول إخفاء هذه الحقيقة بأصباغ زائفة يحسبها الظمآن ماء، مندفعا في عدائه بعصبيات حمقاء لا مبرر لها عقلا ولا واقعا، كما ان أمة العرب والإسلام ما زالت ترزح تحت حكم أنظمة فاشية في اغلبها الساحق لا تهتم إلا بمسألة "تأبيدها!!" على منصة الحكم، ولو أدى ذلك إلى إبادة شعوبها، مخلصةً في خدمة أعداء الامة بأكثر مما يتوقع هؤلاء الأعداء وبأبعد مما يتصورون! النتيجة: الغرب – الصليبي – الصهيوني في علو مستمر، وأمة العرب والإسلام في تخلف وانحدار مستمر.. لكن هذا الوضع طارئ ولن يستمر إلى ما لا نهاية.. (4) ذَكَّرَنِي بذلك كله ما قرأته في الأيام الأخيرة من تقارير صحفية دَلَّتْ كلها على درجة "النفاق!!" القصوى التي وصلت اليها الصحافة الغربية في تعاطيها ومتابعتها للحالة العربية والإسلامية بشكل عام، وتعمدها الإساءة لكل محاولة جادة للنهوض بشعوبنا، والخروج من حالة الانحطاط التي تعيشها بسبب تضافر الجهود الخارجية والداخلية التي التقت على خدمة مجموعة من المصالح في قلبها حرص هذا التحالف النجس على زرع الطريق أمام قوى التغيير الحية والجادة في امتنا بكل الألغام والأفخاخ والكمائن الممكنة الكفيلة بمنعها من أن تستعيد مكانتها التي تبوأتها لنحو أربعة عشر قرنا من الزمان، عاشت فيها سيدةَ العالم، والمُلْهِمَةَ لكل جميل في هذه الحياة على المستويين الحضاري والمدني وحتى السياسي.. فقد تناولت مجلة "لوبوان" الفرنسية في الفترة الأخيرة وفي عددين منفصلين قضيتين مهمتين تتعلقان بالشأن العربي والإسلامي. حمل العدد الأول على صفحة الغلاف للمجلة صورة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مصحوبة بعنوان: "الدكتاتور: إلى أين يمكن أن يصل أردوغان؟"… أما العدد الثاني من نفس المجلة فقد حمل صورة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مصحوبة بعنوان: "الأمير الإصلاحي، الأمير الذي يمكنه تغيير كل شيء. ".. من الواضح ان ما نشرته المجلة ذائعة الصيت يعبر إلى حد كبير عن المزاج العام في فرنسا حاضنة "الثورة الفرنسية" بقيمها "الإنسانية!!" الشهيرة، ولعله كذلك يعبر عن النزعة التي تسود أوروبا والغرب عموما حيال أية محاولة جادة للنهضة في أي بلد عربي او إسلامي وخصوصا إن كانت مشاريع النهضة ترتكز إلى مرجعيات ورؤىً إسلامية تقدمية كمشروع النهضة الذي يتبناه حزب (العدالة والتنمية) التركي وزعيمه اردوغان منذ وصوله إلى الحكم في العام 2002 وحتى الآن، ومشروع "النهضة" التي يتبناه حزب (الحرية والعدالة) المصري الذراع السياسية لحركة الاخوان المسلمين، والذي حظي بدعم الشعب المصري في نحو خمسة استحقاقات انتخابية منذ ثورة 25 كانون ثاني/يناير 2011 من أهمها: المصادقة على الدستور، وانتخابات مجلس الشعب والشورى، وانتخاب البروفسور محمد مرسي رئيسا للجمهورية، وذلك قبل الانقلاب العسكري عليه في 3 تموز/يوليو 2013، على مرأى ومسمع من الغرب كله الذي وقف "يفرك كفيه" فرحا بالانقلاب الذي أجهض اول تجربة ديموقراطية حقيقة في تاريخ مصر الحديث، وادخل مصر في نفق مظلم، وتسبب في تدهور خطير على جميع المستويات وعلى رأسها ملف حقوق الانسان والحريات بأنواعها والحالة الاقتصادي – الاجتماعية. لماذا تحظى الأنظمة الفاشية والدكتاتورية المستبدة في العالم العربي والإسلامي بدعم الغرب، بينما يناصب الغرب نفسه كل الأنظمة الديموقراطية العداء، ويعمل على إفشالها بكل طريقة، بل ويقف إلى جانب الانقلابات العسكرية الدموية، ويدعمها ظاهرا وباطنا في محاولة منه لمنع أي تحول ديموقراطي حقيقي يمكن ان يفتح الطريق امام الأمة لاستعادة مكانتها المحترمة على خريطة العالم أسوة بكل الدول الغربية والشرقية؟ لماذا لا يخاف الغرب من انبعاث "النمور الاسيوية" كالصين واليابان وكوريا الجنوبية والهند وغيرها، بينما يرتجف خوفا من أية بدايةٍ لانبعاث حقيقي في أي بلد عربي او إسلامي.. نذكر جميعا دعم فرنسا للانقلاب العسكري على نتائج اول انتخابات حرة وديموقراطية في الجزائر نهاية تسعينات القرن الماضي والتي كادت ان توصل "جبهة الإنقاذ الإسلامية" إلى صدارة المشهد السياسي، الأمر الذي أدخل الجزائر في اتون حرب أهلية ما زالت تعاني منها ومن نتائجها المدمرة حتى اليوم، وما بقاء (بو تفليقة) المشلول والعاجز على كرسي رئاسة الجمهورية إلا دليلا على عقم الانقلابات العسكرية وبؤسها حتى لو صبغت وجهها الشائه بكل أصباغ الدنيا! لم أجد ما يمكن ان يُرَدُّ به على هراء المجلة الفرنسية، ومن خلالها على أعراض "البارانويا" الغربية تجاه جهود النهضة العربية والإسلامية، سوى ما قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن على حسابه الرسمي بموقع تويتر قائلا: "نعرف هذه الهجمات. ونعلم ما هي غاياتهم. شعبنا والشعوب المظلومة ترى ما يحدث. الأيام التي كانت تتلقى تركيا فيها أوامر منكم أصبحت من الماضي. لا يمكنكم استعادة تلك الأيام عبر قول دكتاتور"، وما أشارت إليه الكاتبة سعادة أوروتش من صحيفة ستار في مقالها حول القضية، من ان: " العدد الأخير من مجلة لوبوان الفرنسية مبني على عداء مرضي تجاه تركيا. أصبحت لدي قناعة راسخة بأن من الواجب التعامل مع المقالات المنشورة في وسائل الإعلام الغربية ضد الرئيس التركي على أنها حالة طبية وليس سياسية. فنحن في مواجهة حالة عداء مرضي ممزوج بهوس تجاه أردوغان، وليس مناظرة سياسية"… (5) عندما يرى الغرب في أردوغان زعيم الدولة الديموقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، دكتاتورا يقف هتلر إلى جانبه متواضعا (إسرائيل ليست ديموقراطية بحال من الأحول، فهي دولة تمييز عنصري وابرتهايد في أقل الاحتمالات)، وفي المقابل، يرى ذات الغرب الديموقراطي في ولي عهد السعودية محمد بن سلمان "إصلاحيا"، مشيدة به وبسياساته، فلنصلي صلاة الجنازة على الديموقراطية الغربية، هذا مع ثقتي الكبيرة في ان صلاتنا لن تُقبل أبدا!! لم اتوقف كثيرا امام الدور الإسرائيلي في صناعة الكراهية والعداء ضد الإسلام والمسلمين أينما كانوا بما فيهم عشرات ملايين المسلمين الذين يعيشون في الغرب منذ مئات السنين، فممارسات رئيس الوزراء الإسرائيلي (نتنياهو)، وتحريضه الصريح والوقح ضد القوى الإسلامية والليبرالية الحية حول العالم، واستعدائه للدول الغربية والولايات المتحدة على وجه الخصوص، ودفعه في اتجاه المواجهة الساخنة بين الغرب والعالم الإسلامي الثائر والرافض للهيمنة الصهيو – أمريكية، فاضحة إلى درجة لا تحتاج معها إلى إثبات او دليل.. ليس هذا فقط، ففقي الوقت الذي يعلن الغرب عداءه الصريح لمشاريع النهضة الإسلامية الحقيقية والتي يقودها تحالف إسلامي – ليبرالي متنور، يسعى إلى تحرير الامة من أنظمة الفساد والاستبداد، يقف الغرب مدافعا عن إسرائيل التي ارتكبت أكبر وأفظع جريمة في تاريخ الإنسانية المعاصر بطردها الشعب الفلسطيني من وطنه، وإقامة وطن قومي لليهود على انقاضه في العام 1948، وما يزال يمدها بكل أسباب القوة متجاهلا جرائمها المستمرة ضد الشعب الفلسطيني، وانتهاكها الصارخ والمهين للقانون والشرعية الدوليين، ورفضها الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين إلى وطنهم الأم، واستمرار تهديدها للأمن والاستقرار الإقليميين والدوليين! عداء الغرب لمشاريع النهضة في امتنا العربية والإسلامية، وعدم تردده في استعمال القوة الغاشمة حيثما تقتضي "الضرورة!!" تحت مختلف المبررات واهمها (محاربة الإرهاب!!)، في الوقت الذي لا يجرؤ فيه على مجرد التلويح باستعمال العقوبات التدريجية صعودا إلى استعمال القوة حسب الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة ضد إسرائيل، بهدف إجبارها على القبول بالحلول المجمع عليها دوليا، والمؤَيَّدَةَ بعدد كبير من القرارات الأممية، لا يترك مكانا للشك حول فقدان الغرب لأية مصداقية من أي نوع.. وأخيرا، قد يقول قائل: لِمَ التعميم؟! فهنالك في الشعوب الغربية من يقف إلى جانب الحق العربي والفلسطيني، ويؤيد بكل قوة إلى حد التضحية بحياته في سبيل ذلك. هذا صحيح. ولكن الا تروا معي ان هؤلاء المخلصين لقيم العدالة ولحق الشعوب في تقرير المصير، قلة رغم اعتزازنا بدورهم الذي نقدره ونجله، لم ينجحوا حتى الآن في تحويل بوصلة حكوماتهم في اتجاه فِعْلٍ إيجابي لخدمة ذات القيم؟! مؤسف، ولكن هذه هي الحقيقة المُرَّه! * الرئيس السابق للحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني