تَابعت أطوار المحاكمة الشعبية التي يتولى الإشراف عليها جهاز الفايسبوك وهو الجهاز الوحيد الذي أضحى مؤثر في السياسات العمومية، وذلك لمجموعة من الاعتبارات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، والوعي الثقافي الذي أبان عنه الشباب المغربي اليوم. وخلال هذه المحاكمة وجدت سخط عارم.. ذلك الذي يجره حوله عبد الله بوانو، ومن باب الفضول بدأت أقارن بين تصريح الماضي الذي تحدث فيه عن التقرير الذي يخص المحروقات، وتصريح اليوم الذي يدعوا فيه الحكومة إلى الإسراع في رفع الدعم عن غاز البوتان. وعليه،يبقى المتتبع لهذه التصريحات في حيرة من أمره متسائلاً كيف لشخص بالأمس القريب يقول بأن شركات المحروقات ربحت وتضاعف أرباحا متزعما بأنه يدافع عن الفقراء وأبناء هذا الوطن البريئ، واليوم يتحدث عن رفع الدعم عن غاز البوتان،أيهما أخطر هل المحروقات أم غاز البوتان أم أن الانفصام في الشخصية هو السائد؟ ونحن لا نعلم ذلك لقد جئنا من الهوامش ونحن أبناء الطبقات الشعبية لنفرض وجودنا بغض النظر عن الاختلافات السياسية والألوان الحزبية لكن الكلمة التي تجمعنا جميعاً هي الفقر والأمية والبطالة وقد رأيت شبيبة حزبكم كيف تُماشي الرگض في هذا الإتجاه بالإضافة إلى باقي الشبيبات وفعاليات المجتمع المدني، نعم الحل يعاني من القدرة الشرائية والكل يعرف بأن معدل البطالة خلال الحكومة السابقة ارتفع عوض أن ينخفض….. في حقيقة الأمر، ينبغي أن نكون واضحين أشد الوضوح بأن نسبة كبيرة من الشعب المغربي فقراء،وبالرغم من فقره فهو في شجار يومي من أجل الحفاظ على "بوطاغاز" بمنزله وأنت اليوم تمثل الأمة وقد عاهدت نفسك بالدفاع عنها،فهل استشعرت حس المسؤولية؟ وهل تفهم معنى رفع الدعم عن غاز البوتان أم أن التصريح يهدف إلى دغدغة مشاعر الفقراء ؟ والضحك على الذقون؟ السيد بوانو… أليس في قبتكم شجاعا قد يبادر بطرح سؤال عن إلغاء معاشات البرلمانيين أو الوزراء؟ ألا يوجد فيكم رجلاً يؤمن بالاصلاح من قلبه الخالص؟ ألا تعرف بأن ما تريده اليوم يهدف من الدرجة الأولى إلى دق أخر مسمار في عنق هذا الشعب البريئ، لكن كان لكم الحق في ذلك بعدما تحولتم وانقلبتم على أعقابكم وتقوقعتم حول أنفسكم مفكرين في بيع آخر ثقة بينكم وبين الشعب وفكرتم في طعن الاتفاق والتعاقد السياسي.. لقد انكشف الغبار وكُشفت الحقيقة الواضحة والتي لا غبار عنها بأن تصريحك السابق كان يستهدف أخنوش، وأنا هنا لست للدفاع عن أخنوش بل أخنوش له لسانه وله طريقة الدفاع عن نفسه، أنا هنا لأقول كن واضحا مع نفسك قبل أن تكون واضحا مع الشعب،ولقد بعتم ما بقي من حزبكم بثمن بخس،وخسرتم وجوهكم ونتمنى أن تعالج مشاكلك مع سكان مدينة مكناس أما الاستحقاقات المقبلة فبهذه الطريقة تحرضون الناس على عدم المشاركة السياسية،ونحن سنفعل كل عكسٍ بعكس.