تستعد شخصيات مدنية وجمعوية لإطلاق حملة ترافعية بغرض برمجة إنشاء جامعة بجهة العيون الساقية الحمراء ضمن قانون مالية 2019 في أفق إطلاقها في سنة 2020. وسطر مركز التفكير الاستراتيجي والدفاع عن الديمقراطية الذي يقود الحملة ضمن خطواته رفع مذكرة ترافعية وإطلاق حملة لجمع التوقيعات لتقديم عريضة طبقاً للقانون التنظيمي المتعلق بتحديد شروط وكيفيات ممارسة الحق في تقديم العرائض إلى السلطات العمومية. وقال بوبكر حمداني رئيس مركز التفكير الاستراتيجي والدفاع عن الديمقراطية إن المعطيات الواقعية تؤكد عدم وجود إرادة سياسية لإحداث جامعة بالصحراء، موضحا أنه إذا تم مقارنة جهات الصحراء من الناحية الديمغرافية مع جهات أخرى تتواجد بها جامعات يتضح أن جهات الصحراء أكبر منها من الناحية السكانية. وانتقد حمداني في تصريح لجريدة "العمق" الحديث عن النموذج التنموي للصحراء دون توفير جامعة تساهم في تخريج الأطر القادرة على تفعيل الجهوية المتقدمة، متسائلا كيف يتم إنشاء مستشفى جامعي بالصحراء بدون جامعة؟ وأوضح حمداني أن عدم وجود جامعة بالصحراء أدى إلى ضرر كبير، مضيفا انه لا يعقل أن يتنقل المئات من أبناء الصحراء مئات الكلميترات من أجل الحصول على حقهم في التعليم، موضحا أن مر كز بدأ في منتديات ستتوج بإيجاد تصور متكامل يتم رفع إلى رئيس الحكومة عبر عريضة طبقاً للقانون التنظيمي المتعلق بتحديد شروط وكيفيات ممارسة الحق في تقديم العرائض إلى السلطات العمومية. وأطلق المركز أولى خطواته يوم الجمعة 18 ماي 2018، بمدينة العيون متجسدة في منتدى حول "إحداث الجامعة وإسهامها في التنوير ونشر الوعي، وتستمر فعاليات المركز إلى غاية يوم الجمعة 08 يونيو 2018. وارتكز المركز على تعداد الساكنة طبقا لنتائج إحصاء السكان المنجز في سنة 2014 ليطالب بضرورة إنشاء جامعة بالصحراء، موضحا أن ساكنة جهة كليميم وادنون تقدر ب433,755 ألف نسمة أما جهة لعيون بوجدور فقد بلغ العدد 367,758 بينما وصلت تعداد الساكنة في جهة الداخلة وادي الذهب 142,955. وأضاف مركز التفكير الاستراتيجي والدفاع عن الديمقراطية أن مساحة الجهات الثلاث تعادل ما نسبته 52 في المائة من مساحة البلاد، علاوة على توفرها على وعاء عقاري مهم يمكن من خلاله إنشاء مدينة. وخلصت منتدى المركز إلى أن الصحراء تفتقر إلى جامعة تحظى بالاستقلال الإداري والمالي، موضحا أن النواة الجامعية الموجود الآن بالصحراء هي عبارة عن كليات تابعة لابن زهر كما هو الحال بالنسبة لكلية الشريعة بالسمارة، والمركز الجامعي بكلميم، والمدرسة العليا للتكنولوجيا بالعيون التي تضم مسلكين للإجازة المهنية والتابعة لجامعة ابن زهر بأكادير. وأوصى المشاركون في المنتدى بمجموعة من التوصيات أكدت في مجملها على ضرورة إحداث الجامعة وعلى أحقية الجهات الجنوبية الثلاث على احتضانها، علاوة على الانتباه إلى الأسباب التي وقفت وراء عدم انجاز مؤسسة جامعية مستقلة في الجهات الجنوبية الثلاث على ضوء استعراض بعض المحاولات السابقة لإطلاق مبادرات المطالبة بإنشاء جامعة بالصحراء.