كان بامكان بن كيران ان يشكل الحكومة ولو قبل استحقاقات 7 اكتوبر ، وما كان عليه الا ان يمضي في خط المخزن ويعتبر حزب الاصالة والمعاصرة حليفا اداريا داخل الحكومة ، لكن بن كيران اختار مسارا وتوجها مغايرا وقطع مع كل اشكال التحكم قبل الانتخابات فاعتبر الجرار خطا احمر، وأقبل على الاستحقاقات تحت شعار مشروعنا تحصين الخيار الديمقراطي ومواجهة التحكم، وبعد النجاح في الاستحقاقات وتعيينه رئيسا للحكومة ومكلفا بتشكيلها وجد نفسه امام خيارين ،الاول ان يستمر في مسار القطع النسبي مع التحكم مع ما يترتب عليه من آثار ،والتاني ان يغير الوجهة وخطاب ما قبل الانتخابات ويتحالف مع المخزن ويقسم الغنيمة بالتراضي والتوافق ،وتشكل الحكومة ويستمر نفس المد التاريخي الذي عرفت بها البلاد. اختار بن كيران ان يمضي في اكمال مسار الاصلاح السياسي وتثبيت الخيار الديمقراطي وذلك بالبحث عن سبل تشكيل حكومة قوية تضم احزاب وطنية قادرة على مواجهة مختلف التحديات الداخلية والخارجية للبلد، لكن الحساب ومنطق الرياضيات في الحصول على الاغلبية يستدعي التعامل مع منطق النتائج الذي يتعارض تماما مع الحساب والرياضيات، فكان ولابد من التوافق وقليلا من المد والجزر للوصول لاغلبية على الاقل يغلب عليها طابع وطني وما فيها باس نصبروا شويا على شي ناس، ولكن الصبر نفذ يوم امس عندما اخترق احدهم مضامين الدستور وصلاحيات رئيس الحكومة وعرقل تشكيل الحكومة ونصب نفسه رئيس رئيس الحكومة، مما جعل بن كيران يقف وقفته ويعلن قراره ويوقف مشاورات وجد نفسه فيها طرفا ثانويا، اما ان يقبل بحكومة مخزنية ادارية تشكلت كما اريد لها وليس كما اراد هو، وبذلك يفشل مخططه الاصلاحي ، واما ان يقف وقفة رجل صامد ويُفشل مخطط التحكم وازلام المخزن، وهذا ما فعل وانهى الكلام وجعل الامر مفتوحا على انتخابات سابقة لاوانها ، ولسان حاله اليوم يقول الكلمة لكم ايها المواطنون فان نتائج 7 اكتوبر كانت امتحانا تجريبيا لنا وها نحن نقبل على الحقيقة .. ابى بن كيران ان يشكل الحكومة اذا كانت ستشكل له كما اراد احد غيره ، ابى بن كيران ان يشكل الحكومة اذا كانت لا تعكس نتائج الانتخابات ، ابى بن كيران ان يشكل الحكومة اذا ضُرب بالديمقراطية عرض الحائط ، فيحكم 37 ويكون 125 محكوما لا حول له ولا قوة ، فبن كيران لم يفشل في تشكيل الحكومة انما افشل مخطط التحكم ووقف امام التلاعب بنتائج الانتخابات ودافع عن ارادة الشعب امام خصوم الديمقراطية.