عبدالمالك أهلال منذ الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء، توافد عدد من العمال على ساحتي بين البروج والبلدية بمدينة أزيلال، تخليدا لعيدهم الأممي. وقد عاينت "العمق" أفواجا من العمال من مختلف الفئات حجوا، منذ الصباح الباكر إلى الساحات سالفة الذكر، رافعين شعارات منددة بسياسة التفقير التي تنهجها الحكومات المتعاقبة في حق الشغيلة ومطالبين بتحسين أوضاعها المادية والاجتماعية. وقد أكد عبد العزيز العشير الكاتب العام للاتحاد المحلي لنقابات أزيلال التابع للاتحاد المغربي للشغل في كلمة القاها أمام الحضور، أن مناسبة فاتح ماي هذه السنة بأزيلال تخلد وسط تدمر الطبقة العاملة بسبب الوضع المتأزم الذي خلفته الحكومات المتعاقبة على تسيير شؤون الدولة محذرا من انتفاضة قوية للشغيلة. وأشار المتحدث في كلمته إلى معاناة عمال الإنعاش الوطني الذين وصفهم بعبيد القرن الواحد والعشرين، وقال إن هذه الفئة التي تتعامل معها السلطات بمنطق العبودية و"السخرة"، هي وصمة عار على جبين كل من يتشدق بالدولة المغربية الحديثة، وفق تعبيره. من جانبه، قال محمد أيت تباغوست الكاتب الاقليمي للجامعة الوطنية للتعليم المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل في تصريح خص به جريدة العمق، إن احتفالات هذه السنة تجرى في ظل الوضع المتأزم الذي يعرفه قطاع التعليم بالمغرب، خصوصا بعد إدخال العمل بالعقدة إليه، معتبرا إياها تكريسا للهشاشة في قطاع التعليم، وطالب المتحدث بالادماج الفوري لهذه الفئة في أسلاك الوظيفة العمومية، فضلا عن تحسين وضعية كافة رجال ونساء التعليم. وأشار المتحدث في التصريح ذاته إلى الإعفاءات غير القانونية التي طالت عددا من رجال ونساء التعليم، واصفا إياها بمحاولة "مخزنة" القطاع ومطالبا بالتراجع عنها. من جانبه عبر محمد يدين، عضو المكتب الوطني لنقابة عمال الانعاش الوطني، الذي شارك في احتفالات فاتح ماي بأزيلال، عن تنديده بالظروف غير الانسانية التي يشتغل فيها عمال الانعاش، مشيرا إلى أن راتبهم لا يتجاوز 1900 درهم، بالإضافة إلى عدم استفادتهم من الحقوق الأساسية التي يستفيد منها باقي العمال في القطاعين العام والخاص. وفي السياق ذاته، قال يونس أيت ادير، عضو تنسيقية الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد بأزيلال، إن الأساتذة والأستاذات يشاركون في تخليد هذا العيد الأممي، للتعبير عن رفضهم لعملية التعاقد جملة وتفصيلا، وأوضح "أيت ادير" في تصريحه أن جميع المعنيين بالتعاقد سيناضلون من داخل التنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد إلى حين إدماجهم بأسلاك الوظيفة العمومية. وقد عرفت احتفالات ماي بأزيلال تدخل قوات الامن لمنع مسيرة الأساتذة المنضوين تحت لواء التنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد من التقدم في اتجاه مقر المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بأزيلال، مما خلف تدمرا واستياء كبيرين في صفوف المحتجين. يشار إلى أن الطبقة الشغيلة تخلد ذكرى فاتح ماي، هذه السنة، في سياق تطرح فيه التحديات الاجتماعية بالمغرب مسؤولية جسيمة على الحركة النقابية،خصوصا على مستوى مواجهة الإصلاحات الحكومية الأخيرة، التي اعتبرها المواطن ضربا لقدرته الشرائية، وفي سياق يطبعه النقاش الدائر حول الحوار الاجتماعي بين الحكومة والمركزيات النقابية وأرباب العمل.