اعترف رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، بعدم رضاه على الوضع الصحي بالمغرب، مشيرا إلى أنه بالرغم من تحسن المؤشرات العامة للصحة بالبلد خلال عشر السنوات الماضية، إلا أن هذا التحسن "لا يرضينا لأنه غير كافي، والحكومة عازمة على بذل الجهود للرفع من جودة الخدمات الصحية لتصبح في مستوى الانتظارات، باعتماد مقاربة متجددة ويتكامل فيها القطاعين الخاص والعام". وكشف العثماني في افتتاح المجلس الحكومي، اليوم الخميس بالرباط، أن فكرة التكامل بين القطاعين الخاص والعام ناقشها مرارا مع وزير الصحة "لأنها ستؤدي حتما إلى تجاوز النقص الذي قد يحصل"، لافتا إلى أن قطاع الصحة يعرف اليوم خصاصا على مستوى الموارد البشرية والبنيات والوسائل المتاحة لتوفير الصحة للمواطنين وعلى مستوى الحكامة والتدبير. وأوضح أن الصحة قطاع لا يمكن التساهل فيه، داعيا الجميع من سلطات عمومية مركزيا وإقليميا وجهويا ومحليا، وأيضا رجال الصحة إلى تحمل المسؤولية، مردفا بالقول: "علينا جميعا أن نكون في مستوى هذه المهمة الملقاة على عاتقنا وأن نتحلى بالجدية وبالحضور اللازمين ونستحضر معاناة المواطنات والمواطنين". واعتبر المتحدث أن مشروع مخطط الصحة في أفق سنة 2025 سيحمل الجديد وسيعطي نفسا للقطاع وللعاملين به والمتدخلين فيه، مضيفا أن هذا المشروع "رغم أنه يدخل في إطار نوع من الاستمرارية، إلا أنه بمثابة تجديد، خاصة أن قطاع الصحة يعد من بين الأولويات الاجتماعية التنموية الثلاث للحكومة التي أعلنت عنها وتؤكد عليها إلى جانب التعليم والتشغيل". وأشار إلى أن مخطط الصحة 2025 المعروض على أنظار المجلس الحكومي قصد المناقشة، "سيمكن من اقتراح حلول لمختلف جوانب الخصاص التي يعانيها قطاع الصحة"، مبرزا الدور الكبير للموارد البشرية العاملة فيه، موجها التحية إلى جميع نساء ورجال الصحة الذين يشتغلون على طول الوطن وعرضه وفي مختلف المؤسسات، و"نحن نعرف حجم معاناتهم، ولدينا إرادة لتجاوز هذه المعاناة وإيجاد لها الحل المناسب في إطار تعاون مشترك بين الجميع". ووصف العثماني المجلس الحكومي المنعقد اليوما، بأنه "محظوظ لأنه سيناقش موضوعا حيويا ومهما"، داعيا إلى ضرورة إعطاء نفس جديد لقطاع الصحة، واعتماد مقاربة جديدة مبنية على استشارة الخبراء ومختلف المتدخلين سواء أكانوا في القطاع الخاص أو العمومي أو النقابات والجامعات وغيرها، مبرزا الكيفية التي أعد بها المخطط، واتصاله المستمر مع وزير الصحة، وحضوره الشخصي معه في عدد من اللقاءات الإعدادية. وتابع قوله في هذا الإطار: "المهم هو أن يحس المواطن بأن هناك فعلا إصلاحات تؤثر إيجابا على صحته وفي جودة حياته وهو ما سنحرص عليه، وأن نحقق أفق المخطط المتمثل في الوصول إلى إصلاح حقيقي لقطاع الصحة بشكل يوفر خدمة صحية جيدة لعموم المواطنات والمواطنين وفق المعايير الدولية الحديثة وبما يحفظ الصحة العامة داخل المجتمع".