أضاءت مصابيح الإنارة العمومية وسط مدينة تطوان، اليوم الإثنين، باللون الأزرق، تضامنا مع الأشخاص التوحديين من أدل لفت الإنتباه إلى هذه الفئة، وذلك ضمن فعاليات الاحتفال باليوم العالمي لمرض التوحد الذي يصادف الثاني من أبريل كل عام. واكتست أشهر ساحة في تطوان، ساحة مولاي المهدي التي تقع وسط المدينة، والمعروفة محليا باسم "الخاصة"، باللون الأزرق الذي يعتبر رمزا للأشخاص التوحديين، بالموازاة مع أنشطة وفقرات متعددة، تحولت معها الساحة المذكورة إلى "فضاء أزرق"، بتنسيق مع السلطات المحلية والمجلس الجماعي. المبادرة التي أشرفت عليها جمعية "يحيى" للأطفال التوحديين بتطوان، عرفت استضافة مجموعة من أسر الأطفال التوحديين لمن لهم إشكال في التشخيص، وذلك في خيمة نُصبت لهذا النشاط في الساحة المذكورة، فيما تم توزيع حوالي 5000 مطوية على المارة تعرف بالتوحد واضطراباته وأعراضه. وشهد اليوم التضامني مع الأشخاص التوحديين، فقرات فنية واحتضان أطفال توحديين وعرض أفلام وشرائط أنتجها الأطفال التوحديين ولوحات فنية، وفقرات أخرى ضمن الخيمة التحسيسية الخاصة بهذا النشاط. عادل الصنهاجي، الأخصائي النفساني ومدير مركز الأشخاص التوحديين بتطوان، قال إن هذا النشاط جاء في إطار اليوم العالمي الذي تخلده الأممالمتحدة منذ 2007، مشيرا إلى أن دورة هذا العام وضعت المرأة التوحدية في صلب موضوعها. وأضاف في تصريح لجريدة "العمق"، أن "الغاية من هذا اليوم قد تحققت من خلال التحسيس باضطرابات التوحد وتعريف معاناة الأسر مع أطفالهم في التشخيص والتدريب والتدخل، وكشفنا دور المجتمع في التعامل مع هؤلاء الأطفال بالاهتمام اللازم". وتابع قوله: "لا زال هناك مجهود يجب أن يُبذل في هذا المجال، خاصة من طرف الدولة والقطاع الخاص، لأنه من حق الأطفال التشخيص المبكر والعلاجات شبه الطبية سواء الترويض الطبي أو العلاج الوظيفي أو التربية نصف الحركية، أو العلاج بتقويم النطق". ودعا الصنهاجي وزارة التعليم إلى احتضان الأطفال التوحديين داخل فضاءات المؤسسات التعليمية، باعتبارها بوابة للدمج الاجتماعي، مشددا على أن وسائل الإعلام يجب أن تقوم بدورها للتحسيس بهذا المرض، حسب قوله.