ينتظر أن يشغل المغرب رسميا، ابتداء من يوم غد فاتح أبريل 2018، منصبه كعضو في مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي، بعد انتخابه داخل هذه الهيئة لولاية من سنتين، "وسيسعى خلالها للعمل على تعزيز الجهود والمبادرات الرامية إلى المساهمة بشكل بناء وإيجابي، في تحقيق السلم والأمن في إفريقيا". وأوضحت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي في بلاغ لها، أن انتخاب المغرب في مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي، الذي تم خلال القمة الاخيرة للاتحاد الإفريقي التي انعقدت في يناير 2018 بأديس ابابا، هو "عربون ثقة ومصداقية وتقدير لاستراتيجيته الإفريقية، تحت قيادة الملك محمد السادس". واعتبر البلاغ أن هاذ الانتخاب هو "اعتراف بالدور الفاعل للمملكة المغربية، ولعملها ومبادراتها ذات المصداقية والتضامنية منذ ستينيات القرن الماضي لفائدة استقرار إفريقيا ورفاه المواطن الإفريقي"، حسب ما أوردته وكالة الأنباء الرسمية "لاماب". وأشارت الوزارة إلى أن المغرب، "إيمانا منه بقيم السلام والحوار وتشجيع التعاون وعلاقات الصداقة، سيسعى خلال مدة انتدابه بالمجلس للعمل على تعزيز الجهود والمبادرات الرامية إلى المساهمة بشكل بناء وإيجابي، في تحقيق السلم والأمن في إفريقيا". وذكر المصدر ذاته أن "إفريقيا تواجه تحديات أمنية كثيرة ومعقدة، تفرض عملا مشتركا وتشاوريا، والتزاما راسخا من قبل الدول الإفريقية والأطراف الفاعلة من أجل ضمان وتثبيت الأمن والسلم المستدامين"، مشددا على أن هذا الهدف لن يتحقق إلا من خلال الاستقرار السياسي واحترام السيادة والوحدة الترابية للدول وكذا ترسيخ دولة الحق في إفريقيا. وسجل بلاغ وزارة الخارجية أن الأجندة الإفريقية المشتركة يتعين أن تركز على وضعية النزاعات والأزمات الحادة وذات الأولوية، والتي تشكل تهديدا حقيقيا للأمن والسلم في إفريقيا، مع تشجيع مقاربة شمولية، وخصوصا من خلال الدبلوماسية الاستباقية والوساطة والمساعي الحميدة. وتابع أنه في سياق افريقي يطبعه تداخل التهديدات الأمنية، فإن المملكة المغربية ستجعل من ضمن أولوياتها خلال مدة انتدابها داخل مجلس الأمن والسلم التابع للاتحاد الإفريقي، القضايا المرتبطة بالوقاية ومحاربة الإرهاب والتطرف العنيف وإعادة الإعمار لما بعد الصراعات، والعمل على تظافر جهود الدول الأعضاء بالمجلس لإيجاد إجابات ملموسة وفورية لهذه الاشكاليات. وأشار البلاغ إلى ان عمل ومقاربة المغرب ستنصب كذلك على التنمية الاجتماعية والاقتصادية والتعاون جنوب جنوب والذي يشكل عنصرا محوريا لا محيد عنه لتحقيق السلم والاستقرار والازدهار في افريقيا. وأبرز أن المملكة المغربية ستولي، فضلا عن ذلك خلال مدة انتدابها داخل مجلس الأمن والسلم التابع للاتحاد الإفريقي، اهتماما خاصا لمحاور أخرى تفرض نفسها من قبيل الأمن البشري والأمن الغذائي والأمن البيئي. وأوضح ان المملكة المغربية ستعمل على المساهمة، بشكل بناء ومسؤول في الجهود المبذولة من أجل اصلاح مجلس الأمن والسلم، وتطوير مناهج عمله في أفق أخذ الدول الأعضاء بزمام هذه الهيئة وتعزيز دورها ومهمتها في الوقاية وتسوية النزاعات في افريقيا. وخلص بلاغ وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي إلى أن المملكة المغربية، القوية بتجربتها وخبرتها، والواعية بحجم الرهانات الامنية في افريقيا، لن تدخر أي جهد، بتشاور مع مجموع الدول الاعضاء داخل اللجنة، من أجل المساهمة في وضع أسس جديدة ومتينة ودائمة لفائدة إفريقيا مستقرة ومزدهرة ومتضامنة.