شيع آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة شهداء مسيرة العودة الكبرى الذين قتلوا أمس برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي، وردد المتظاهرون شعارات تدعو للتضامن الشعبي في مواجهة المحتل، في حين عم إضراب الضفة الغربية وقطاع غزة، وسط دعوات للتصعيد ضد الاحتلال. وفي الضفة، عم الحداد والإضراب الشامل صباح اليوم السبت ردا على قمع قوات الاحتلال مسيرات العودة الكبرى التي انطلقت أمس في قطاع غزة، مما أسفر عن استشهاد 17 فلسطينيا وإصابة نحو 1500 بجراح متفاوتة. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، أن الإضراب شمل كافة مناحي الحياة التجارية والتعليمية، بما فيها الدوائر الحكومية والمحال التجارية والمؤسسات الخاصة والعامة، وأغلقت المدارس والجامعات أبوابها وكذلك المصارف التزاما بالحداد الوطني. واستشهد 16 فلسطينا، وجرح أكثر من 1500 آخرين، جراء إطلاق قناصة الاحتلال المتحصنة خلف السواتر الرملية، التي أقامها جيش الاحتلال بجوار السلك العازل، الرصاص الحي على المعتصمين السلميين بشكل مباشر، أمس الجمعة، وذلك ضمن فعاليات مسيرة العودة الشعبية بالتزامن مع ذكرى يوم الأرض التي تستمر حتى 15 ماي المقبل، وهو اليوم الذي يصادف ذكرى النكبة الفلسطينية. وعبرت عدة دول وأحزاب أوروبية عن إدانتها للتصعيد الإسرائيلي ضد المظاهرات السلمية التي نظمت أمس الجمعة في قطاع غزة بالذكرى ال42 ليوم الأرض. وقرر الرئيس محمود عباس اعتبار اليوم السبت، يوم حداد وطني على أرواح الشهداء الذين ارتقوا خلال مسيرات يوم الأرض دفاعا عن حقوقهم المشروعة في إقامة دولتهم الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ودفاعا عن مقدساتهم الإسلامية والمسيحية وعن حقهم في العودة إلى منازلهم وأرضهم التي هجروا منها. وأعلن المتحدث الرسمي باسم الحكومة يوسف المحمود عن قرار الحكومة تعطيل المدارس والجامعات وكافة المؤسسات والدوائر الحكومية التي تعمل يوم السبت في كافة محافظات الوطن، التزاما بقرار الرئيس محمود عباس إعلان الحداد الوطني العام على أرواح الشهداء الذين ارتقوا الجمعة خلال إحياء ذكرى يوم الأرض الخالد. الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" فوزي برهوم، قال في بيان إن الدماء التي سالت في قطاع غزة أمس، خلال مسيرات العودة الكبرى، بحاجة إلى أفعال لا أقوال، أقلُّها أن يرفع الرئيس الفلسطيني العقوبات التي فرضها على قطاع غزة. بدورها، نعت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس خمسة من عناصرها استشهدوا خلال مشاركتهم في المسيرة، وأكدت في بيان أن "دماء الشهداء لن تضيع هدرا، وأن الاحتلال الإسرائيلي سيدفع ثمنها في الوقت والمكان والكيفية التي تقررها المقاومة". وفي الضفة أيضا، دعت القوى الوطنية والإسلامية والنشطاء الشباب لجعل السبت يوم غضب في وجه الاحتلال، عبر التوجه لنقاط التماس الممكنة في كافة مدن وبلدات الضفة ثأرا وانتقاما لدماء الشهداء الذين ارتقوا أمس الجمعة في يوم الأرض. ودعت الكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت للتوجه ظهر اليوم السبت إلى المدخل الشمالي لمدينة البيرة للمشاركة في مواجهات غاضبة رفضا لممارسات قوات الاحتلال واعتداءاتها على مسيرات العودة الكبرى.