قالت صحيفة الغارديان البريطانية اليوم الثلاثاء إن الرئيس الروماني "كلاوس يوهانيس" رفض تعيين "سيفيل شحادة" مرشحة الحزب الاشتراكي الديمقراطي لمنصب رئيس الوزراء. وقالت الصحيفة في تقرير، إن الرئيس لم يفصح عن الأسباب الحقيقية التي دعته لرفض ترشيح شحادة، ولكن مصادر رجحت ذلك بسبب خلفيات زوجها السوري. وأوضح "كلاوس" في بيان تلفزيوني إنه قام بالاطلاع على الجدل القائم حول تعيين "سيفيل" في المنصب بين معارض وموافق، وقال: "قررت رفض الاقتراح المقدم من الحزب الاشتراكي، وأنا أدعوهم لتقديم خيار آخر". وكان الحزب الاشتراكي الديمقراطي حقق فوزا بنسبة 45 بالمائة في الانتخابات التي جرت في ال 11 من كانون الثاني/ديسمبر الحالي، حيث تم سحب ترشيح رئيس الحزب "ليفيو دراغنيا" لرئاسة الوزراء بعد الحكم عليه لمدة عامين في السجن بتهمة ممارسة الخداع في الانتخابات السابقة. وأوردت الصحيفة أن الخبرة السياسية لشحادة محدودة، وبأنها كانت خدمت في وزارة التطوير لمدة خمسة أشهر فقط قبل أن تستقيل الحكومة السابقة عام 2015. وتضيف الصحيفة أن شحادة مقربة من رئيس الحزب "دراغنيا" وبأنه حضر حفل زفافها، فيما اتهمها المعارضون بأنها دمية في يده. وقالت الصحيفة إن دين شحادة الإسلامي وإيمانها به، لم يكن المشكلة للرئيس الروماني بقدر ما كان التركيز على علاقات زوجها السوري الذي تزوجته في عام 2011م. ووفقا لتحقيق صحفي لمجموعة صحافية تدعى "رايز بروجيكت"، فإن المجموعة أعربت عن قلقها عدة مرات من علاقات الزوج الداعم لنظام بشار الأسد وحزب الله اللبناني في ذاك التحقيق. وأشار التحقيق إلى أن زوج شحادة عمل لدى وزارة الزراعة السورية لمدة 20 عاما قبل أن يهاجر لرومانيا عام 2011، وذلك وفقا لوسائل الإعلام و"دراغنيا"، وقالت ذات المصادر إن الزوج خدم كمستشار لوزارة الزراعة الرومانية وحصل على جنسيتها عام 2015م. من جهته، قال وزير العدل السابق "كاتالين بريدويو" من حزب يمين الوسط الليبرالي على حسابه في "فيسبوك" إنه لا يستطيع أن يفهم كيف يمكن لشحادة أن تحصل على تصريح أمني لتصبح رئيسة للوزراء، الأمر الذي سيمنحها حرية الوصول لمعلومات عسكرية عالية السرية تتضمن معلومات عن حلف الناتو، وفق ما نقلت صحيفة الغارديان. أما "أندري تارنيو" وهو محلل سياسي فقد قال: "إنه في غياب شرح التبريرات من قبل الرئيس، فإنني أفترض أن رفضه مبني على أسئلة متعلقة بالأمن القومي وبسبب أن الولاياتالمتحدةالأمريكية ليست متحمسة جدا لهذا الخيار". الموقع الإخباري "هوت نيوز" نقل عن مصادر لم يسمها أن أجهزة الأمن لديها تخوفات قوية ضد ترشيح شحادة بسبب قرب زوجها وأشقائه من نظام الأسد. ومن المتوقع أن يقوم رئيس الحزب الاشتراكي "دراغنيا" بإلقاء بيان صحفي يوم غد الأربعاء للرد على رفض الرئيس قبول مرشحة الحزب، فيما دعا بعض عناصر حزبه لتجميد عمل الرئيس. وقال المحلل السياسي "تارانو" إنه على الحزب الاشتراكي الديمقراطي أن يتعامل مع الموضوع بحكمة من خلال تقديم اقتراح جديد بتسمية رئيس وزراء آخر، وأما الخيار الآخر وفقا للمحل فهو التقدم لعقد انتخابات جديدة، وأضاف: "محاولة الاشتراكيين إزاحة الرئيس من منصبه ستؤدي لمشاكل قانونية، لأنه وفقا للدستور الروماني يحق للرئيس أن يطالب بمرشح آخر للمرة الثانية لرئاسة الوزراء". يذكر أن انتصار الاشتراكيين في الانتخابات جاء بعد عام واحد من حادثة مميتة وهي حريق في ناد ليلي أدى لمقتل 64 شخصا من أبرز نتائجه إقصاء الاشتراكيين عن السلطة بشكل طوعي، بعد إلقاء اللوم في الحريق المذكور على فساد الموظفين الذين لم يهتموا بعدم وجود مطافئ في النادي الليلي، فيما ساهم سوء العناية الطبية في ارتفاع عدد الضحايا بسبب ذلك أيضا.