تظاهر المئات من الطلبة، صباح اليوم الأحد بالرباط في مسيرة وطنية شاركت فيها عدة فصائل يسارية للاحتجاج ضد مصادرة المقر المركزي للاتحاد الوطني لطلبة المغرب، والتنديد بالدعوة التي رفعتها الدولة لتفويت المقر لفائدة وزارة الشباب والرياضة. وشهدت هذه المسيرة التي رفعت فيها أعلام الاتحاد وصور "شهداء الحركة الطلابية"، حضورا كبيرا للفصائل اليسارية المغربية، من بينهم قيادات من أحزاب اليسار الديمقراطي وحزب النهج الديمقراطي، إلى جانب قاعديين وحقوقيين وقدماء طلبة "أوطم". ورفع المحتجون الذين انطلقوا من ساحة باب الأحد في اتجاه المقر المركزي للاتحاد، شعارات تندد بالدعوة التي قالوا إنه رفعها رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران من أجل السطو على هذا المقر وتفويته لوزارة لشباب والرياضة، من قبيل "لا لمصادرة مقر الطلبة وعسكرة الجامعة"، لا لخوصصة التعليم والجامعات”، كما حذروا خلال هذه المسيرة أيضا من ما أسموه ب "ضرب مجانية التعليم". وقال منسق المسيرة محمد بكي في تصريح لجريدة "العمق"، إن قرار الخروج في هذه المسيرة، يأتي في إطار الصيرورة النضالية لمواجهة محاولة السطو على مقر الاتحاد، ومن أجل أيضا تخليد الذكرى الستون لتأسيس الاتحاد الوطني لطلبة المغرب. وأضاف بكي، "أن الاتحاد مازال موجودا، وأن المقر يتملكه قانونيا"، معتبرا "أن الدعوة الاستعجالية التي رفعتها الدولة المغربية ضد بوبكري، بصفته رئيس المؤتمر الوطني 16 لا محل لها من الإعراب باعتبار هذا الإطار يمتلك المقر منذ سنة 1957 إلى اليوم"، على حد تعبيره. وأشار منسق المسيرة أن "هذه المحاولة للاستيلاء والسطو على المقر، تأتي في إطار مخطط تصفية الجامعة المغربية وفي إطار مخطط المغرب لضرب مجانية التعليم"، مشيرا أن الاتحاد وكما هو معروف تاريخيا كان له رأي في ما يخص السياسة التعليمة بالبلد. من جانبه قال نقيب المحامين عبد الرحمان بنعمرو ل "العمق" إن ما يخص تفويت الدولة للمقر لفائدة للشباب والرياضة، لم يعثر عليه في الملف، مضيفا أنه من ناحية أخرى لا يحق لها التفويت لأن فاقد الشيء لا يعطي، ولأن المقر سلم للاتحاد منذ حوالي 60 سنة". وأضاف نقيب المحامين أنه "من الناحية القانونية، المقر أعطي للاتحاد الوطني لطلبة المغرب ليتصرف فيه وينتفع به، وهذا الاتحاد مازال موجودا من الناحية القانونية، ولا يمكن حله إلا في مؤتمر استثنائي يقرر بأغلبية، وهذا القرار لا وجود له". واعتبر بنعمرو أن مسيرة اليوم "جاءت لتفشل هذه المحاولة، ولتعلن تضامنها للتصدي لأي محاولة ميؤوس من نجاحها، ولمساندة طلبة الاتحاد الوطني للطلبة بالمغرب من أجل إعادة هيكلته، حتى يسترجع ماضيه النضالي ويحقق أهدافه في تعليم مجاني ديمقراطي".