استطاعت جريدة "العمق" التعرف على والدة الطفل الذي تعرض للدهس من طرف سيارة تابعة لقوات الأمن، خلال المواجهات التي شهدتها مدينة جرادة، الأربعاء الماضي، وخلفت إصابات في صفوف أفراد الأمن والمتظاهرين، وذلك بعدما انتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يوثق للحادثة. وكشفت نجاة المجدوبي، والدة الطفل عبد المولى زعيقر، أن ابنها يتواجد حاليا بغرفة الإنعاش بالمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بوجدة، مشيرة إلى أنه تعرض لجروح خطيرة على مستوى الرأس والظهر والبطن والأرجل، بعد دهسه من طرف سيارة أمنية خلال الاحتجاجات بجرادة. وأوضحت المتحدثة، أن ابنها البالغ من العمر 15 عاما، والذي يتابع دراسته بالسنة ثالثة إعدادي، "تعرض لدهس أثناء محاولته معرفة ما يجري من احتجاجات في منطقة الساندريات، حيث كان يتواجد هناك كعادته لممارسة تمارينه الرياضية رفقة صديقه لأنه يهوى كرة القدم، وهو إنسان هادئ ولا علاقة له بالاحتجاجات". وأضافت في تصريح لجريدة "العمق"، أن مقطع الفيديو الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، "يوثق بشاعة ما تعرض له ابني من دهس متعمد بدون رحمة أثناء مطاردة سيارات الأمن للمتظاهرين"، مشيرة إلى أن ابنها القاصر فزع لمّا رأى المواجهات، حيث دفعه الفضول إلى التقدم وسط المحتجين لمعرفة ما يجري، قبل أن يتعرض للدهس، وفق تعبيرها. وتابعت قائلة: "لم أكن أتوقع أبدا أن يحدث ذلك لابني، ولم أعلم ما تعرض له إلا في العاشرة مساء بعدما خرجت للبحث عنه في المقاهي إثر تأخره غير المعهود، وذهبت إلى الدرك الملكي، ثم إلى مستشفى الفرابي بالمدينة، دون أي جدوى، قبل أن أعثر على اسمه في لائحة المصابين الذين تم نقلهم إلى مستشفى وجدة، بعد مدة من التدقيق في اسمه، حيث دونوا اسمه بشكل خاطئ في البداية". نجاة المجدوبي التي كانت تتحدث بتأثر لجريدة "العمق"، قالت إنها لم تتمكن من رؤية ابنها إلا بعد مرور ساعات، حيث أمضت ليلة الأربعاء وصباح الخميس وهي تحاول الوصول إليه، قبل أن يسمح لها الأطباء بالدخول إلى قسم الإنعاش بالمستشفى الجهوي لوجدة، يوم الخميس على الساعة الثالثة بعد الزوال، حسب ما صرحت به في الاتصال ذاته. وأردفت بالقول: "وجدت ابني في حالة خطيرة، والأطباء لا يقدمون لي المعطيات الكافية حول وضعه، ويكتفون بالقول إنهم ينتظرون استقرار وضعه، وأحد الأطباء أوضح لي أنه من الصعب أن يقف ابني على رجله مجددا بسبب خطورة الإصابة". والدة الطفل الذي أشيع في البداية أنه قتل في الدهس، قبل أن تنفي الحكومة سقوط أي قتيل في أحداث الأربعاء بجرادة، أضافت أنها لم تتلق أي اتصال من السلطات لمعرفة وضعية ابنها، "وأنا لازالت في مستشفى وجدة أحاول معرفة وضعية ابني، ولا يسمح لي بمقابلته إلا لدقائق معدودة كل 3 ساعات، حيث أحاول طمأنته وإحساسه بأن وضعه ليس خطيرا، مع العالم أنه بدون أب بعدما تخلى عنه والده"، حسب قولها.