أظهرت بيانات وكالة ناسا أن نظاما حيويا في قاعدة السلسلة الغذائية، وهو هام لوجود الحياة على الأرض، أصبح تحت التهديد، وذلك من خلال كشوفات الليزر الفضائي للمحيطات مدة 10 سنوات. ويتمثل هذا النظام الحيوي في العوالق النباتية، التي تعد نظاما نباتيا مصغرا، يوجد بالقرب من قطبي الأرض، ويعتبر مصدرا غذائيا أساسيا للأحياة البحرية. وتمتص هذه العوالق ثاني أكسيد الكربون وتساعد في تنظيم دورة الكربون على كوكب الأرض، حيث تساهم بما يصل إلى 85% من الأكسجين الذي يتنفسه البشر على كوكبنا. وتشير النتائج الجديدة من ناسا المثيرة للقلق إلى وجود أنواع من النظام النباتي الحيوي صارت مهددة بشكل كبير، جراء ذوبان الجليد الناتج عن ظاهرة الاحتباس الحراري. وكان من الصعب دراسة الأنظمة النباتية الحيوية بسبب ضعف أشعة الشمس وانتشار السحب في جميع أنحاء المناطق القطبية، مما يصعب الأمر على مستشعرات الأقمار الصناعية. ولكن باستخدام شعاع الليزر العملاق من Cloud-Aerosol Lidar) CALIOP)، تمكنت ناسا من دراسة العوالق النباتية منذ عام 2006 للحصول على تفاصيل أكثر دقة. وقال عالم الأبحاث، كريس هوستستلر، في بيان صادر عن ناسا: "غيّر CALIOP قواعد اللعبة من ناحية التفكير بتقنية الاستشعار عن بعد من الفضاء، وكنا قادرين على دراسة طريقة عمل النظام البيئي في المحيط خلال أوقات السنة". وأشارت النتائج التي نُشرت في مجلة Nature Geoscience لعلوم الأرض، إلى أن انتشار النظام النباتي الحيوي حول القارة القطبية الجنوبية يرتبط ارتباطا وثيقا بالغطاء الجليدي، وليس بمعدلات النمو السنوية كما كان يعتقد سابقا. ومع ارتفاع حرارة المحيط وذوبان الجليد، يقل تعداد العوالق النباتية. ووجدت الدراسة أن معدلات نمو العوالق النباتية في منطقة القطب الشمالي تتأثر بدرجات الحرارة أيضا، ومع توقف معدلات النمو ستتوقف الحياة عند الأسماك التي تتغذى عليها. وأوضح خبير العوالق البحرية، مايكل بيرينفيلد، ضرورة التركيز على التغيرات في الغطاء الجليدي والنظم البيئية التي تنظم التوازن الدقيق للحياة ضمن المحيطات.