لقد اخترنا أن نتوجه إليكم بهاته الرسالة المفتوحة عبر وسائل الإعلام بعدما لم نتوصل بأي إجابة منكم على مراسلاتنا المتعلقة بتنظيم الدورة الحادية عشرة للمعرض الوطني للكتاب بالدار البيضاء. تلكم التظاهرة الثقافية الشعبية التي تكرست في المشهد الثقافي الوطني كموعد سنوي يساهم في تنشيط المدينة ثقافيا ويساعد في تقريب الكتاب والتحفيز على القراءة لدى الأوساط الشعبية، في مبادرة متكاملة مع باقي المبادرات في هذا الشأن، وعلى رأسها المعرض الدولي للنشر والكتاب. ولسنا هنا في مقام التعريف بالمعرض الوطني للكتاب، لأنه وبكل تواضع راكم من التجربة والإشعاع ما صار ينافس به سوق الأزبكية بمصر أو سوق الصباغين بتونس، وذلك نظرا لطبيعة الشركاء القائمين على تنشيطه من أكاديميين ومبدعين، وأيضا للإقبال منقطع النظير الذي يعرفه المعرض من القراء من جميع جهات المملكة بل من الخارج أيضا، ناهيك عن إشعاعه الإعلامي عبر كل الوسائل التواصلية. لكن المبتغى من هذه الرسالة هو لفت انتباهكم إلى سعي الجهات المنظمة للمعرض إلى التطوير النوعي والكمي لهاته التظاهرة. بحيث نسعى في الدورة القادمة إلى استقطاب الكتبيين من عشر مدن مغربية، أي ما يزيد عن مائة وعشرين كتبيا سيعرضون في حلة جديدة تليق بانتظارات القراء والمهتمين، وتستهدف جمهورا أوسع من كل الفئات الاجتماعية، كما أن منظمي المعرض يسعون إلى استضافة عارضين ومنشطين ثقافيين من خارج المعرض لإغناء التجربة وتبادل الخبرات والأفكار والمبادرات في ترجمة فعلية للانفتاح الثقافي والإنساني الذي يميز بلادنا ويجعلها محط اهتمام من جميع أصقاع العالم. لكن هذه الأهداف والمشاريع لن تستحق إلا بتكاثف جهود ومبادرات جهات متعددة وعلى رأسها وزارة الثقافة والاتصال، فالكتبيون لوحدهم – لأسباب ذاتية وموضوعية – ليس بإمكانهم بلوغها رغم الجهود والتضحيات التي بذلوها لحد الآن في سبيل الإبقاء على هذه التظاهرة. ذلك أن موارده المادية جد محدودة إضافة إلى كون مؤهلاتهم وتكويناتهم لا تمكنهم من جلب موارد استشهارية في ظل الإهمال والتجاهل من طرف الجهات الوصية وفي نقص التواصل والتعاون داخل المجتمع المدني والمنظمات الأهلية المهتمة بالثقافة عموما وبالكتاب على وجه الخصوص. إن توجهنا إلى وزارة الثقافة والاتصال لا يعني بتاتا حصر مسؤولية الشأن الثقافي على هذه المؤسسة الحكومية، فنحن نعتبر بأن معضلة القراءة هي معضلة هيكلية ومتعددة الأبعاد، لكننا في الآن نفسه نقدر أن دورها محوري في توحيد الجهود والطاقات المتفرقة وتوجيهها وتأطيرها. كما أننا نثمن دعمها خلال الدورات الأربع السابقة للمعرض الوطني للكتاب، لكن هذه التظاهرة توجد اليوم في مفترق طرق مصيري، فإما أن تتطور أو تؤول إلى التراجع والانتكاس لأن ما لا يتطور يتقهقر. ولن يتأتى تطويرها بتجاهل أفكارها ومشاريعها ورفض الاستماع إليها، لأن ذلك هو أقرب طريق لإقبارها. لأجل هذا كله نناشدكم السيد الوزير تخصيص جزء يسير من وقتكم لاستقبال منظمي المعرض والاستماع إلى عرضهم بخصوص تصورهم لمستقبل هذه التظاهرة قبل أن يتسرب الوهن إلى أطرافها وتسقط في بئر النسيان بعدما ألهمت تجارب عديدة مماثلة وبعد كل ما راكمته ثقافيا بجهود تطوعية لمئات المثقفين والمبدعين ومئات آلاف القراء من الأعمار والفئات. ودمتم في خدمة الثقافة والصالح العام. * رئيس الجمعية البيضاوية للكتبيين