تناول الزعيم الاتحادي عبد الرحمان اليوسفي في مذكراته المعنونة ب"أحاديث فيما جرى" الذي ينتظر أن يتم تقديمه الخميس المقبل، قضية اختطاف واغتيال الزعيم اليساري المهدي بن بركة في باريس، حيث كشف عن تورط أطراف دولية في ارتكاب الجريمة، منها عناصر من الموساد الإسرائيلي والاستخبارات الأميركية. وقال اليوسفي إنه في الوقت الذي فتح فيه الملك الحسن الثاني نافذة الحوار مع ممثلي الحركة الوطنية وأرسل ابن عمه مولاي علي لإقناع المهدي بن بركة بالعودة إلى المغرب للمساهمة في مشروع بناء المغرب الجديد في أبريل 1965 كان وزير الداخلية آنذاك الجنرال أوفقير يعقد لقاءات سرية للتخطيط لاختطاف واغتيال بن بركة بالتنسيق مع من سماهم عصابة من القتلة وبعض المطلوبين لدى العدالة الفرنسية. وكشف اليوسفي أن الملك الحسن الثاني "أرسل ابن عمه مولاي علي لإقناع المهدي بن بركة بالعودة إلى المغرب، وهو يستغرب لماذا لم يعد لحد الآن. هنا تدخلت، وأخبرت صاحب الجلالة بأن لديه بعض الالتزامات الملحة تتعلق بالتحضير لمؤتمر شعوب القارات الثلاثة. وأضفت «لكن، إذا رأى جلالتكم الاستعجال بدخوله إلى المغرب، فإني على استعداد أن أسافر لأعود به في أقرب الآجال». فرد جلالة الملك «لقد فات الأوان". وتابع قائد تجربة التناوب التوافقي سنة 1998 قائلا: "لو تمكن كل من الأمير الحسن وعلال الفاسي والمهدي بن بركة ومحمد البصري من بناء جسور التواصل في ما بينهم، والتفكير المشترك في تصور بناء مغرب ما بعد الاستقلال، لتمكن المغاربة من تفادي عديد المنعرجات التي أخرت مسيرتنا، ولعشنا مغربا آخر غير الذي نعيشه".