ضمن سلسلة مبادرته الإنسانية المشهودة إقليميا و دوليا، يبادر المغرب إلى تقديم المساعدة و الدعم للمهاجرين الأفارقة المطرودين من قبل الجارة الجزائر، إذ بتعليمات ملكية سامية تم إرسال مساعدة مستعجلة من طرف مؤسسة محمد الخامس للتضامن، والوكالة المغربية للتعاون الدولي، ووزارة الداخلية، بحجم إجمالي يبلغ قرابة 116 طن من المواد الغذائية والأغطية والخيام ، لفائدة هؤلاء المهاجرين المطرودين، والمنتمين لدول إفريقية مختلفة. ليعبر بذلك المغرب على أرضية الواقع عن مدى إنسانيته و كرم أخلاقه قيادة و شعبا. وليس ذلك فحسب إذ لا تتلخص مبادرة كهاته في مجرد دعم إنساني يتقدم به المغرب كعادته، لمجموعة من الأفارقة المطرودين والمرحلين قصرا باتجاه النيجر، وبالضرورة فالوضع هناك يفتقر لأبسط شروط حفظ الكرامة الإنسانية … بل هي مبادرة ملكية سامية بأبعاد أخرى: بداية تقديم الدعم للشقيقة النيجر نفسها ، في تكبدها استقبال هؤلاء الأفارقة المطرودين من الجزائر، و فتحها إحدى مراكزها بالشمال في وجههم . و الأهم، الحيلولة دون إغراق المنطقة في المزيد من المشاكل العالقة و المتعددة من ( انهيار اقتصادي و تفكك اجتماعي بغالبية الدول الإفريقية إلى تجارة المخدرات الصلبة و السلاح فالانفلات الأمني الذي تعاني منه منطقة الساحل و الصحراء … ) و بالتالي فالمغرب على وعي تام بكون المنطقة في غنى تام عن أزمة جديدة تتعلق بالهجرة من إبداع الجارة الجزائر. والمغرب اليوم بتقديمه 15 طنا من المواد الغذائية و 20 طنا من الخيام لفائدة الأفارقة المطردين باتجاه النيجر في انتظار إرسال شحنة ثانية، يواصل(المغرب) بجدارة ريادته الإفريقية بسياسته ”الإنسانية” و بحكمة و تبصر، يعطي بها المثل لجيرانه و للمنتظم الدولي ككل. فإلى متى يظل المغرب يصحح أخطائكم ؟؟؟