انطلقت، بعد زوال اليوم الأحد، بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، أشغال القمة العادية 30 لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي، تحت شعار "الانتصار في مكافحة الفساد"، حيث يمثل الملك محمد السادس، رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني. ويناقش القادة الأفارقة عدة قضايا تهم القارة، خاصة في ما يتعلق بالسلم والأمن ومكافحة الإرهاب، والإصلاحات الهيكلية لهيئات المنتظم الإفريقي، ومن المنتظر أن تنتهي القمة مساء غد بإصدار بيان أديس أبابا. ويتضمن جدول أعمال القمة الذي سيطرح على طاولة النقاش، الأوضاع في ليبيا التي ستخصص لها قمة أخرى يرأسها رئيس الكونغو دونيس ساسو نغيسو، يتم خلالها بحث الموقف الإفريقي إزاء دولة عضو في الاتحاد، أصبحت التطورات الأمنية فيها تشكل تهديدا لكل دول القارة، خاصة في منطقة الساحل. كما ستعقد لجنة العشرة المعنية بإصلاح مجلس الأمن الدولي، لقاء تقييميا حول هذه القضية، ومكانة إفريقيا في هذه الهيئة الأممية، إلى جانب دراسة تقرير مجلس السلم والأمن حول تسوية النزاعات في القارة. وستبحث القمة مسألة إصلاح الاتحاد الإفريقي، وانتخاب رئيس الدولة الأوغندي بول كاغامي رئيسا دوريا جديدا خلفا للرئيس الغيني ألفا كوندي، الذي كُلف بمجرد انتخابه العام الماضي، بملف الإصلاحات المؤسساتية رفقة 9 شخصيات إفريقية، وإعداد برنامج عمل لإنجاح هذه العملية. ويناقش القادة الأفارقة أيضا إشكالية مكافحة الفساد التي تم اعتمادها موضوعا رئيسا في هذه القمة بالنظر إلى ثقلها على اقتصاديات القارة الإفريقية، بعد أن أصبحت تكلف 50 مليار دولار أمريكي في السنة لمختلف الدول رغم تعدد الهيئات المستحدثة والاستراتيجيات المنتهجة والاتفاقيات التي تم إطلاقها من طرف الدول أو الاتحاد الإفريقي للحد منها. ومن الأمور اللافتة في هذه القمة حضور وزير خارجية إريتريا بأرفع مشاركة لبلاده في قمة أفريقية تستضيفها إثيوبيا منذ عام 2000، كما أن الاتحاد الأفريقي منح الرئيس الفلسطيني حق إلقاء كلمة ليصبح الرئيس الوحيد من خارج أفريقيا الذي يلقي كلمة في الجلسة الافتتاحية للقمة. وعلاقة بالموضوع، أفاد مراسل قناة الجزيرة في خبر عاجل من العاصمة الإثيوبية أديس أبابا أن جنوب أفريقيا رفضت أن تترأس دولة رواندا الدورة الجديدة للاتحاد الأفريقي، مما أدى إلى تأخر انطلاق الجلسة الافتتاحية لرؤساء الدول الأفريقية أمس السبت. ولم تتوفر حتى الآن تفاصيل عن الدوافع التي حدت بجنوب أفريقيا لاتخاذ هذا الموقف، لكن مصادر كشفت للجزيرة أن الاجتماعات التي سبقت انطلاق الجلسة الافتتاحية للقمة شهدت خلافات بين المشاركين بشأن مشروع إصلاح الاتحاد الأفريقي الذي تقدم به رئيس رواندا بول كاغامي رئيس الدورة الجديدة. وأضافت هذه المصادر أن المشروع المقدم يتضمن صلاحيات واسعة لمفوضية الاتحاد الأفريقي، وهو ما رفضته الدول الواقعة في جنوب القارة برئاسة جنوب أفريقيا. وأكدت هذه المصادر أن خلافا آخر قد نشب بشأن مشروع جديد لتمويل الاتحاد الأفريقي ذاتيا، حيث ينص المشروع على أن تدفع كل دولة سنويا 0.2% من دخلها القومي، وهو ما رفضته بعض الدول.