خاضت ساكنة جماعة "تنزولين" بإقليم زاكورة، بمعية إطارات نقابية وحقوقية وجمعوية، اليوم الأحد، وقفة احتجاجية، بمركز الجماعة، للتنديد ب"استهتار الدولة بحياة مواطنيها" بعد الانتشار المقلق لداء الليشمانيا الجلدية، الذي بلغ عدد ضحايا أزيد من 2000 مصاب أغلبهم أطفال ونساء. ورفع المحتجون شعارات تستنكر، عدم تعاطي الدولة بمسؤولية مع الانتشار الكبير لداء الليشمانيا، منددين في الوقت ذاته، ب"تردي" الوضع الصحي، وعدم استطاعت المصالح الطبية بالإقليم من السيطرة على المرض وعلاج الحالات الأولى التي أصيبت به للحد من انتشاره. وحمّل عثمان رزقو، رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بزاكورة، المسؤولية كاملة للدولة سواء من سلطات إقليمية ومحلية ووزارة الصحة والفلاحة، في انتشار مرض الليشمانيا الجلدية بزاكورة، و"التقاعس" في محاربته. وأوضح رزقو، أن "الداء ظهر منذ 3 شهور دون أن يحرك المسؤولون ساكنا من أجل مواجهته والقضاء على مسببات هذا المرض"، مضيفا أن سكان جماعتي تنزولين وبوزروال اللتان ينتشر فيها الداء، يعيشون الفقر والتهميش، وزاد مرض الليشمانيا الذي ينهش وجوه الأطفال والتلاميذ والنساء من معاناتهم. وزاد قائلا: "غير مقبول أن الوضع الصحي في الإقليم يزداد استفحالا نتيجة استهتار المسؤولين في عدم إيجاد حلول وعلاج للحالات التي ظهرت من الأول أو القضاء على المسببات خصوصا الدبابة والفئران والكلاب الضالة". وفي السياق ذاته، ندد حقوقيون ونقابيون شاركوا في الوقفة الاحتجاجية بما أسموه "تقاعس" المسؤولين وعدم تدخلهم في الوقت المناسب من أجل وقف انتشار مرض الليشمانيا الجلدية، محملين الدولة مسؤولية الاستهتار بصحة المواطنين. ولا تزال نسب المصابين بداء الليشمانيوز بإقليم زاكورة، في تزايد مقلق، حيث أصيب مؤخرا العشرات من ساكنة جماعتي "تنزولين" و"بوزروال" بهذا الوباء، أغلبهم من الأطفال والنساء، هذا في الوقت الذي قللت فيه مندوبية وزارة الصحة بالإقليم من خطورة الوضع. وأفاد فاعلون جمعويون في تصريحات متفرقة لجريدة "العمق"، أن داء الليشمانيا أخذ يتوسع بشكل رهيب في المناطق النائية خصوصا ب"تنزولين" و"بوزروال"، حيث سجلت نسبة كبيرة من الإصابات في صفوف الأطفال والنساء، مؤكدين أن الساكنة مرعوبة ومتخوفة من وقوع إصابات جديدة وعدم القدرة على السيطرة على الوضع. وطالب هؤلاء الجهات المعنية بضرورة التدخل العاجل من أجل توفير كل الإمكانيات والوسائل اللازمة للقضاء على العوامل المتدخلة في نقل الداء وانتشاره، وتوفير الموارد البشرية الكافية للتدخل، بدءا من مرحلة التحسيس والوقاية إلى مرحلة العلاج، لافتين إلى النقص الحاد المسجل في عدد الأطر التمريضية بالمركزين الصحيين التابعين للجماعتين المذكورتين. وكشفت وزارة الصحة عن وجود 3548 حالة إصابة بداء الليشمانيا الجلدية بجهة درعة تافيلالت، وذلك في إطار الحملات الميدانية التي تقوم بها للكشف والعلاج المجاني لهذا الداء، منذ شهر أكتوبر الماضي.