بعد أن أكدت وزارة الصحة إصابة 3548 شخصا من سكان جهة درعة تافيلالت بداء الليشمانيا الجلدية، كشف تقرير للمركز المغربي لحقوق الإنسان معطيات خطيرة، تتعلق بتعرض مجموعة من التلاميذ، يقطنون في جماعة تنزولين، في إقليم زاكورة، بهذا المرض، الذي تتسبب فيه لدغات حشرة تسمى "الفاصدة". وفي هذا الإطار، أبرز أحد الأطر التربوية في إحدى مدارس الجماعة للمركز الحقوقي أن ما مجموعه 135 تلميذا، وتلميذة، من أصل 256، مصابون في تلك المؤسسة التعليمية بهذا الداء، أي بما نسبته 53 في المائة. وبناء على البحث، الذي قامت به الوحدة المدرسية، حيث يدرس الإطار التربوي، فإن الإصابات تركزت في دواوير الحدان، وزاوية الدرب، وزاوية امزاور، وتمكشاك، بالإضافة إلى جماعة بوزروال المجاورة. وفيما كشف أن جميع أفراد بعض الأسر مصابون بهذا الداء، أكد التقرير ذاته أن الأطفال والنساء متضررون أكثر. المركز المغربي لحقوق الإنسان، في تقريره، أكد "التدخل المحتشم" لتدخلات وزارة الصحة في المنطقة، وذلك قياسا مع خطورة الداء، وتداعياته، وانتشاره في المنطقة، وأوضح أن المجهودات المبذولة إلى حدود الساعة، لم تتمكن من احتواء الداء. وأفاد المركز ذاته "أن مستوصف تنزولين مثلا، لا يوجد فيه سوى ممرض واحد، يستقبل بعض الحالات، علما أن السكان في الجماعة يفوق تعدادهم 14000 نسمة، ولا يوجد أي طبيب، والأمر نفسه ينطبق على جماعة بوزروال". وطالب المركز المغربي لحقوق الإنسان بإيفاد لجنة طبية طارئة، لتقييم الوضع الصحي، الذي وصفه التقرير ب"الخطير"، والذي تعرفه جماعتي تنزولين، وبوزروال، في إقليم زاكورة، وتوفير وحدة استشفائية متنقلة، بشكل عاجل، من أجل معالجة المصابين، وتطويق الداء حتى لا يتحول إلى وباء، قد يصيب الإقليم برمته، في حالة عدم التعاطي معه بجدية، وحزم. وكانت وزارة الصحة أصدرت بلاغا، أمس الثلاثاء، أبرزت فيه أنها تمكنت من زيارة عدة مؤسسات تعليمية، تم خلالها فحص حوالي 128730 تلميذا، والكشف عن 1420 حالة إصابة بداء الليشمانيا الجلدية، والتكفل بعلاجها مجانا، في مختلف المراكز، والمؤسسات الصحية التابعة لوزارة الصحة. وأوضح المصدر ذاته أن زيارة وزارة الصحة لعدة دواوير تم خلالها فحص ما يزيد عن 83450 شخصا، والكشف عن 2128 حالة إصابة بداء الليشمانيا، تم التكفل بها مجانا.