ليلة سوداء عاشها خريجو البرنامج الحكومي "10 آلاف إطار"، المعتصمون منذ أسابيع بمدينة مراكش، ليلة الجمعة / السبت، بساحة جامع الفنا، حيث تفاجأوا في حوالي الساعة الواحدة والنصف صباحا من إنزال أمني كثيف، داهمهم على غفلة من أمرهم وعمد إلى تفريقهم بالقوة، في أولى ليالي افتتاح المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، بعدما أمضوا ليالي سالمة إلى حد كبير أثناء احتضان المدينة الحمراء لقمة المناخ العالمية من 7 إلى 18 نونبر الماضي. وأكد خريجون أصيبوا بإصابات متفاوتة الخطورة، التقتهم جريدة "العمق المغربي" بقسم المستعجلات بمستشفى ابن طفيل قبل فجر السبت، تفاجأهم بالإنزال الأمني الكثيف، وعلق بعضهم "ربما أرادوا تحرير سبتة وأخطأوا العنوان". "طحن" شواهد والأمتعة في شاحنة الأزبال وفي مشهد غير بعيد عن الحادث المأساوي الذي هز مدينة الحسيمة وأدى إلى مقتل بائع السمك محسن فكري، عمدت القوات الأمنية بعد تفريقها للمعتصمين إلى رمي متاعهم في شاحنة أزبال، دون التفريق بين الأفرشة أو المحافظ التي يحتوي عدد كبير منها على الوثائق والشواهد الإدراية والدراسية لخريجي البرنامج الحكومي الطامعين في الحصول على وظيفة في القطاع العام من أجل الكسب الحلال. وأكد الناصري في تصريحه لجريدة "العمق"، أن الحالة النفسية لعدد من المتضررين من التدخل الأمني سيئة جدا، مستغربا عدم اكتراث المسؤولين بالوضعية الاجتماعية الصعبة لمعظم المحتجين، وعمدهم إلى رمي أفرشتهم وملابسهم في شاحنة الأزبال، كما أكد أن عددا من المعتصمين فقد وثائقه وشواهده، بما في ذلك البطاقة الوطنية. عشرات الإصابات وتدخل بدون إنذار وأكدت مصادر متطابقة لجريدة "العمق المغربي" أن عناصر الأمن التي داهمت اعتصام خريجي "10 آلاف إطار" الذين يطالبون بإدماجهم في الوظيفة العمومية، لم تدخلت بعنف مفرط دون سابق إنذار، حيث اكتفى مسؤول أمني بتوجيه إنذار شفوي للمعتصمين دون استعمال مكبر الصوت، ثم التدخل مباشرة قبل إتاحة أية فرصة للمحتجين بالانسحاب، بل "لم يسعنا الوقت حتى للقيام من أماكننا"، يقول محمد. وعاينت جريدة "العمق" وجود عدد كبير من المصابين من خريجي البرنامج الحكومي المذكور بقسم المستعجلات ابن طفيل بمراكش، في ما أكد عبد الله الناصري خريج البرنامج نفسه، في حديث لجريدة "العمق" أن الإصابات كانت بالعشرات، ولم يتأت بعد للتنسيقية المشرفة على الاعتصام أن تحصي عدد المصابين. صمود وعودة إلى الميدان إلى حين التوظيف ورغم عنف التدخل، أكد المحتجون عزهم العودة إلى الاحتجاج وإكمال الاعتصام منذ مطلع شمس يوم السبت، مشددين أن معظمهم لا يملك ملجأ يأوي إليه في مدينة مراكش، كما أنهم لن يتنازلوا عن اعتصامهم والتصعيد في الاحتجاج، إلى غاية الاستجابة لمطلبهم وإدماجهم في الوظيفة العمومية.