كشف محمد صالح التامك، المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، أن أكثر من93 % من الأحداث نزلاء السجون يقل مستواهم الدراسي عن الإعدادي. وأشار التامك، خلال الجلسة الافتتاحية للملتقى الأول للإبداع والتأهيل المنظم بمركز الإصلاح والتهذيب عين السبع بالدار البيضاء، اليوم الثلاثاء، أن "الوضعية الاجتماعية والاقتصادية لهؤلاء الأحداث، تتسم بتدني المستوى التعليمي والهدر المدرسي وضعف الدخل الأسري والنسب المقلقة لحالات العود في صفوفهم". وأكد التامك، أن هذه العوامل، "تستلزم بالضرورة رصد إمكانيات مهمة على مستوى البنيات التحتية والتجهيزات والتأطير المتخصص والملائم لحاجياتهم وخصوصياتهم لا تتوفر للأسف الشديد بالمستوى المطلوب لدى قطاع إدارة السجون وإعادة الإدماج". كما كشف التامك، أنه وخلال السنوات الأخيرة، تم تسجيل ارتفاع عدد المعتقلين الأحداث بالسجون الذين لا يتجاوز سنهم العشرين سنة بنسبة 55 % مع تسجيل ارتفاع أكبر في صفوف الأحداث الذين لا يتجاوز سنهم 18 سنة، وذلك بنسبة 140 %، كما تتجاوز نسبة الاحتياطيين في صفوف هذه الفئة الأخيرة من الأحداث، وإلى حدود الشهر الجاري 83 %. وأوضح التامك، أن هذه الأرقام، "تسائلنا جميعا حول مدى نجاعة العدالة الجنائية القائمة على الاعتقال وسلب الحرية كآلية أساسية في الحد من جنوح الأحداث، والحال أن أسبابه، وفق العديد من الدراسات، تعود إلى إشكاليات بنيوية مرتبطة بالمحيط الاجتماعي، والمحيط الأسري على وجه الخصوص، الذي تنعدم فيه آليات الرقابة والتتبع الضروريين لضبط تفاعلاته معه". كما أن أسبابه، يضيف المتحدث ذاته، "ترتبط أيضا بالسياسة الاجتماعية المعتمدة حول الشباب واندماجهم في الحياة بشكل عام". وأشار التامك، إلى أن الأحداث، يستفيدون من برامج محو الأمية والتربية غير النظامية والتعليم والتكوين المهني، إذ تم تسجيل أزيد من 3000 معتقل حدث بهذه البرامج خلال الموسم الدراسي الحالي 2016-2017، مما يشكل نسبة 50% من مجموع الساكنة السجنية من الأحداث". وبرمجت المندوبية العامة خلال السنة المقبلة، حسب التامك، استفادة أزيد من1200 نزيل حدث من التأهيل والتدريب في ورشات المسرح، الموسيقى، الرسم، والكتابة الأدبية. كما أن المندوبية العامة تولي أيضا اهتماما لصحتهم البدنية والنفسية، حيث أن معدل الفحوصات الطبية المقدمة لهم سنويا يتجاوز8 في السنة.