تروج داخل فضاءات مواقع التواصل الاجتماعي في الاونة الاخيرة دعوات للإنخراط في مسيرة شعبية مؤيدة و مساندة لرئيس الحكومة المكلف من طرف جلالة الملك الاستاذ عبد الاله بنكيران الامين العام لحزب العدالة و التنمية الذي احتل الرتبة الاولى في نتائج انتخابات السابع من اكتوبر الماضي ب125 مقعدا برلمانيا، هذه الدعوات تنم عن الوعي الكبير الذي أمسى يتحلى به المجتمع الذي أحس بما يعتلي الساحة السياسية من محاولة لاحباط تشكسل الحكومة ، و من المعلوم ان المساندة تكون للشخص الذي يتعرض للضغوط أو العقبات او المشاكل و الابتزاز و هذا دليل على أن المواطن المغربي أحس بتعرض رئيس الحكومة للإبتزاز و واجهته ضغوط و عقبات تروم الوقوف امام خروج النسخة الثانية من الحكومة حكومة العدالة والتنمية . فالمواطن لا يملك سوى الاحتجاج او الخروج في وقفات سلمية ومسيرات شعبية تطالب بحماية إختياراته التي حددها و هو يمارس حقه الدستوري المتمثل في الانتخاب. السياسة مكر و خداع صحيح ، و لكن كونها كذلك لا يعني أن كل السياسيين يتعاملون داخلها بمكر و خداع، دليل ذلك ان المواطنين صوتوا بوفرة على من أطرت أخلاقه السياسة و تعاملوا مع الذين يمكرون فيها بمكر مضاد فكان المرشح ماكرا و كان أيضا الناخب من المكر بمكان . أما في ما يتعلق يتشكيل الحكومة و قضية ما أصبح يصطلح عليه اليوم ب " لبلوكاج" أريد أن أصرح بوجهة نظر و هي على قسمين : الاول أن قادة الاحزاب الذين إبتزوا بنكيران وحاولوا عرقة تشكيل الحكومة ، مارسوا السياسة بمكر و خبث و لم يولوا جانب الاخلاق فيها أي قيمة و اهتمام و إنما راعوا مصالحهم الشخصية و مطامعهم ورغباتهم و شهواتهم . و عندما أقول قادة الاحزاب فإنني أقصد بذلك أن ألغي أدوار جميع اعضاء تلك الاحزاب سواء لجنه الوطنية و حتى الفرعية منها ، و لعل إنتخاب أخنوش خير شاهد على صحة ما أقول . الثاني هو أن قادة تلك الاحزاب يتعرضون هم أيضا للتهديد و الابتزاز و كذا التطميع و الترغيب من طرف التحكم و ما تعلق بشاكلته و إنضم تحت لوائه فرغبة الجهات المعلومة هي أن يتم إستئصال العدالة و التنمية بأي شكل كان من الحكومة و منعهم و حرمانهم من حقهم في تشكيلها ، مما جعل قادة الاحزاب امام موقفين احدهما أن ينصاعوا لأوامر التحكم فيرضون مجبرين بما قسمته لهم قسمته ، و هنا لا يفوتني أن أنوه بالموقف الشجاع الذي أبان عنه حزب الاستقلال الذي وقف وقفة رجولية من تهديدات التحكم و ذلكم قرار يجب ما قبله و سيسجله التاريخ . أما الثاني أن يبتزوا رئيس الحكومة حتى يتسنى لهم الحصول على أكبر قدر من المناصب و الوزارات الكبرى و أن يكونوا في بعض مواقع القرار المهمة ، مما يضمن لهم موقعا يسمح لهم بالدفاع عن أنفسهم ضد الضربات التي لابد أن يوجهها التحكم إليهم في حال ما رفضوا أوامره فيدخلون في ذلك الصراع الصراع من أجل البقاء . فلو أن قادة الاحزاب حضروا ضميرهم و واجبهم الوطني و الاخلاقي لما إحتاروا في الامرين و لما إستعصى عليهم معرفة الحل الانسب و التحالف الافضل الذي تتحقق من خلاله مصلحة البلاد و العباد . و لنعد الى رئيس الحكومة فهو أيضا في موقف لا يحسد عليه ، فهو على خلاف باقي الاحزاب يرتبط بأعضاء حزبه إرتباطا وثيقا من لجنة تنفيذية و مجلس وطني و هلم جرا من هيئات الحزب و مؤسساته ، فكل هؤلاء يختارون و يحددون و يساهمون في تدبير التحالفات و مواقفهم و آرائهم تؤخذ على محمل الجد كله . كما أنه أيضا مرتبط بإرادة الناخبين الذين صوتوا على حزبه و وضعوا ثقتهم فيه و حملوه مسؤولية رعاية مصالحهم ، فيتجنب من خلال هذا المعطى بعض أشكال التحالفات التي قد تمس بإرادة الناخبين مما جعله يراجع المشاورات مع قادة الاحزاب عسى أن تجدي المشاورات تشكيلا حكوميا يرضي الجميع ، أو أن تفشل المشاورات لاقدر الله ، فينتقل الى الخطة البديلة إرجاع المفاتيح للملك .