قال رئيس الائتلاف الوطني للغة العربية فؤاد بوعلي، إن الوضع اللغوي بالمغرب خطير ويشبه "محرقة لغوية"، مشيرا إلى أن تجليات هذا الوضع كثيرة في الإعلام والشأن العام والإدارة وغيرهم، لكن أهم تجلي هو الوضع التعليمي، حسب قوله. وأضاف بوعلي في تصريح لجريدة "العمق" على هامش محاضرة علمية بالمكتبة الوطنية بالرباط، مساء اليوم الإثنين، ضمن فعاليات أسبوع اللغة العربية بالمغرب، أن هناك تراجعا خطيرا في لغة التدريس وتعريب التعليم بالبلد، معتبرا أن المسار الذي تنهجه الحكومة والدولة هو ضد اللغة العربية. وشدد المتحدث على أن "اللغة العربية هي قضية وجود لهذا الوطن، وستظل جامعة لهذا الوطن وأبنائه"، مردفا بالقول: " نعتقد أن اللغة العربية إن كانت قوية بتراثها ووضعها على الصعيد العالمي، فهي الآن تعاني في الوطن من خلال الإجراءات المتخذة ضدها". وأشار بوعلي إلى أنه يتمنى أن يؤدي التنزيل السليم للدستور إلى تجاوز هذه العراقيل وإعادة اللغة العربية إلى أداء أدوارها الطبيعية، لافتا إلى أنه "لم يعد هناك الآن أي مجال للتراجع عن سن سياسة لغوية واضحة، لها قوانين واضحة، سواء بالنسبة للغة الأمازيغية أو العربية أو المجلس الوطني للغات". وتابع قوله: "يجب سن سياسية نسقية تؤمن بضرورة حماية اللغات الوطنية وتنمية استعمالها، ونتمنى من المشرِّعين أن يكونوا عند مستوى اللحظة في مناقشة مشروع قانون حماية اللغة العربية، وأن لا يكون الجدل الإيديولوجي هو الغالب على هذا النقاش". يُشار إلى أن الائتلاف الوطني للغة العربية ينظم "أسبوع اللغة العربية بالمغرب"، من 17 إلى 24 دجنبر الجاري، عبر عدة أنشطة أكاديمية وعلمية وفنية وثقافية بالرباط وسلا وتمارة، وذلك ضمن احتفالات اليوم العالمي للغة العربية التي يصادف ال18 دجنبر من كل عام، وهو اليوم الذي أصدرت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم 3190 في 18 دجنبر عام 1973، القاضي بإدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأممالمتحدة.