يشد الديربي الكلاسيكي ال121 بين الغريمين التقليديين الرجاء والوداد البيضاويين، بعد غد الأحد على أرضية الملعب الكبير بأكادير، ضمن منافسات الدورة العاشرة للبطولة الاحترافية اتصالات المغرب لأندية القسم الوطني الأول، أنظار الجمهور الرياضي باعتباره أبرز حدث كروي في الساحة الرياضية الوطنية. ويستأثر هذا اللقاء، على غرار السنوات الماضية، باهتمام جمهور وعشاق هذين الفريقين العريقين، وكذا جميع متتبعي الشأن الرياضي الوطني اعتبارا لما يشكله من موعد كروي يغري بالمتابعة، وبالنظر إلى تاريخ الفريقين الحافل بالبطولات والألقاب. فعلى امتدادات الدربيات ال 120 السابقة ظلت لقاءات الرجاء والوداد حدثا استثنائيا تتوقف فيه عقارب الزمن لتفسح المجال أمام جماهير الفريقين خاصة والجمهور المغربي عامة للاستمتاع بأطباق كروية من المستوى الرفيع، بحيث تفرض الفرجة نفسها على الرغم مما يرافقها من حدة وتنافس كبيرين إن على أرضية الملعب أو في المدرجات. وسيلعب العامل النفسي دورا أساسيا في الحسم في نتيجة اللقاء، ذلك ان فريق الوداد البيضاوي سيحاول استغلال المعنويات العالية للاعبيه وتحقيق انتصار آخر يعزز به مسيرته الموفقة في الدورات الأخيرة (ثلاثة انتصارات متتالية من بين السبعة مقابل تعادل واحد وبدون هزيمة)، مكنته من تعزيز مركزه في صدارة الترتيب التي احتكرها منذ عدة دورات وبفارق ست نقاط عن أقرب مطارديه، غريمه التقليدي. أما الرجاء فسيكون عليه رفع تحد أكبر في ظل النتائج المتذبذبة في الدورات الست الأخيرة (أربعة تعادلات وفوزين من أصل أربعة انتصارات هذا الموسم، وهو ما يستوجب معه الفوز كحل وحيد للخروج من فترة الفراغ التي يعاني منها الشياطين الخضر . ومن شأن هذا المعطى أن يحفز الوداد والرجاء على تقديم عرض كروي راق يليق بسمعتهما كمدرستين عريقتين تعتبران قاطرة كرة القدم على المستوى الوطني ، وبالتالي إشباع نهم الجمهور المتعطش إلى الاستمتاع بمقابلات كروية في المستوى . ومما لاشك فيه أن الديربي، الذي يتميز بخصوصات وطقوس مميزة وتتحكم فيه جزئيات صغيرة، سيكون لقاء صعبا للطرفين لما تتسم به المواجهات بينهما من حدة وإثارة على جميع المستويات مع التحلي بالروح الرياضية العالية. كما سيشكل هذا الديربي، الذي يقام خارج العاصمة الإقتصادية وبالضبط بالملعب الكبير لأكادير، مناسبة تستعيد فيه المدرجات دفئها ولوحاتها الفلكلورية الجميلة وخاصة بعد العزوف الذي تعاني منه جل مدرجات الملاعب الوطنية، فنجاح الحدث مرتبط بجمهور حضاري ذواق عاشق للفرجة وراسم للاحتفالية بتناسق بديع . والواقع أنه ليس المرة الأولى التي سيتم فيه ترحيل الديربي البيضاوي خارج معقله ، ملعب المركب الرياضي محمد الخامس ، إذ سبق أن تم نقله إلى ملعب مولاي عبد الله بالرباط في أربع مناسبات، وإلى الملعب الكبير بمدينة طنجة مرة واحدة في السنة الماضية. ويعود أول فصل للعب الديربي خارج الدارالبيضاء إلى موسم 20062007، عندما لعب الرجاء والوداد بملعب مولاي عبد الله بالرباط، بسبب أحداث الشغب، حيث قررت الجامعة الملكية المغربية لكرة نقله لموسمين للرباط، وفاز الوداد في مباراة الذهاب 1-0، فيما فاز الرجاء في الإياب 20. وفي موسم 2007-2008، فاز الرجاء في الذهاب 2-0، وكرر نفس الفريق فوزه في الإياب بنتيجة 1-0. وتم خوض الديربي بمدينة طنجة في إياب الموسم الماضي بسبب إغلاق ملعب محمد الخامس للإصلاح، واحتضنه ملعب طنجة الكبير، وانتهى بفوز الرجاء 3-0. وتؤكد إحصائيات الديربيات التي جرت خارج الدارالبيضاء تفوق الرجاء على الوداد، حيث فاز في أربع مباريات، بينما انتصر الوداد في مباراة واحدة. ومن المنظور التاريخي يعتبر الجناح الطائر للرجاء والمنتخب الوطني في مونديال مكسيكو 1970 سعيد غاندي الهداف الأبرز في تاريخ مباريات الديربي البيضاوي حيث هز شباك الوداد في سبع مناسبات خلال سبعينيات القرن الماضي بينما يعد العميد السابق للفريق الأخضر عبد اللطيف جريندو أكثر اللاعبين مشاركة في مباريات الديربي إذ خاض 16 لقاء . ومن بين أبرز ذكريات جماهير الرجاء الفوز الكبير بنتيجة 5-1 في ربع نهاية كأس العرش لموسم 1996 - 1997 وهي النتيجة الأكبر في تاريخ لقاءات الديربي بين الفريقين .