يبدو أن البلوكاج الذي تعيشه حكومة بنكيران اليوم بات واضحا وأن واضعي "العصى في عجلة الحكومة قد انكشفوا" بعد تسريب أخبار من هنا وهناك تفيد أن قادة لأحزاب كبيرة اجتمعوا ليلة الاعلان عن نتائج الانتخابات للإطاحة ببنكيران. الكلام أكده شباط قبل أيام بعد توتر العلاقات مع حزب الحمامة الذي بات شعاره لا حكومة بوجود حزب علال الفاسي! هذه المؤامرة نفاها زعيم الاصالة والمعاصرة والمثير للجدل ما يزال السيد الياس العماري مكذبا حميد شباط. بيد أن هذا الكلام لم يتوقف حد شباط والعماري بل خرج رئيس الحكومة السيد عبد الاله بنكيران ليردد نفس الكلام ويتحدث بحسرة كبيرة مشيرا الى نفس ما قاله شباط وأن جهات تريد التربص بحكومته مستشهدا بما جاء على لسان شباط! خرجة بنكيران لم تكن لتظهر للعلن لو لم يشعر الرجل بخطورة المشهد، فالرجل بدا شاحب الوجه يخفي أكثر مما يعلن، غاضبا وحزينا لأبعد درجة، حتى حديثه لم يكن مرتبا بل تحدث خبطء عشواء وكعادته لم تفته الفرصة للتأكيد على انه فاز بالانتخابات ومشخصنا حديثه تجاه البام ومدغدغا لمشار الشعب المغربي بحديثه عن الديمقراطية والربيع العربي وو..! يبدو أن بنكيران وصل لمرحلة وجد نفسه محاصرا من طرف الاحزاب "الادارية" وحتى التي تصنف نفسها ضمن القوى الوطنية، فلا هو قادر على تشكيل تحالف متماسك ولا هو شجاع ليعلن عن ذلك ولا هو اشجع ليقول الحقيقة للمغاربة. من وراء كل هذا البلوكاج السياسي في البلاد؟! لذلك بدا الرجل كمن يركل جثة ميتة، بحديثه عن الانتصارات "الكبرى" في معركة 7 اكتوبر متهكما على حزب البام وكأنه يريد أن يذكر المغاربة بأنه انتصر على البام في 7 اكتوبر..في حين ان هذا الخبر تقادم! حديث بنكيران امس ان دل على شيء فهوى يدل على ان العصى التي كان يمسكها من الوسط باتت منفلتة وانه محاصر ومكبل اليدين، فالاحزاب التي فتح لها بنكيران ذراعيه باتت تفرض عليه وكأنها هي من فازت باكبر عدد من مقاعد البرلمان يقول بنكيران متحسرا!. بالرجوع الى ليلة "الانقلاب" كما وصفتها أحد المواقع الاخبارية الامريكية، فإن حديثا كان يدور في الفضاء السياسي المغربي انذاك يؤكد أن اجتماعا سريا جمع ليلتها كلا من لشكر وشباط ومزوار والعماري كان الهدف من ورائه خلق هذا البلوكاج من أجل اعادة الانتخابات او تدخل رئيس الدولة، المهم هو ان لا يشكل بنكيران الحكومة! وقيل ان حميد شباط هو الذي رفض هذا العرض المغري. مستفيدا ربما من الخطأ التاريخي الذي ارتكبه سابقا وأدى ثمنه في الانتخابات الاخيرة. هذا "الانقلاب" او دعونا نسميه البلوكاج السياسي الذي تمارسه بعض الاحزاب ضدا في بنكيران ربما نفهمه اذا قرأنا المشهد السياسي والحزبي بعيد الانتخابات بأيام وبالظبط بعد وصول مول الغاز لقيادة حزب الحمامة.