تواصلت المظاهرات الشعبية في مدن وولايات أميركية ضد الرئيس المنتخب دونالد ترامب، الذي حاول إصدار تصريحات لتهدئة المتظاهرين. واستمرت الاحتجاجات لليلة الثانية في مدينة بورتلاند كبرى مدن ولاية أوريغون، وتحولت المظاهرات إلى أعمال عنف وشغب خلال محاولة من معارضي ترامب لإظهار غضبهم حيال انتخابه رئيسا للبلاد. وأظهرت مشاهد بثتها الشبكات التلفزيونية متظاهرين يلقون مقذوفات على قوات الأمن ويقومون بعمليات تكسير ونهب في محال تجارية، بينما اعتقلت الشرطة 26 شخصا خلال أعمال الشغب، كما استخدمت الشرطة الرصاص المطاطي لفض المظاهرات. وذكرت صحيفة "أوريجونيان" أن المتظاهرين ألحقوا أضرارا ب19 سيارة في متجر لبيع السيارات، وأشارت التقديرات إلى أن عدد المتظاهرين في بورتلاند وصل إلى أربعة آلاف شخص. وفي مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا تظاهر حوالي ألف شخص على الطريق السريع، مما أدى إلى توقف حركة المرور لأكثر من ساعة، وقالت إذاعة محلية إن 17 منظمة مختلفة شاركت في المظاهرة. وفي الوقت نفسه، ذكرت صحيفة "بالتيمور صن" أن الشرطة احتجزت شخصين آخرين بعد احتجاجات شهدتها مدينة بالتيمور قرب العاصمة واشنطن، ورفع المحتجون لافتات كتب عليها "لم أنتخب الكراهية في الرئاسة" وهتفوا "ليس رئيسي". وفي دنفر بولاية كولورادو، قالت وسائل إعلام محلية إن ثلاثة آلاف شخص شاركوا في مظاهرة حاشدة انطلقت من أمام مبنى البرلمان وجابت شوارع المدينة، في حين أظهرت وسائل الإعلام المحلية في لوس أنجلوس أيضا صورا لمتظاهرين في منطقة وسط المدينة، وذكرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" أن المتظاهرين ألحقوا أضرارا بسيارة تابعة للشرطة. وعلى الساحل الغربي المحسوب تقليديا على الديمقراطيين، تظاهر مئات الطلاب أيضا في سان فرانسيسكو ورفع بعضهم لافتات كتب عليها "الحب يسحق الحقد"، كما كانت هناك تجمعات في نيويورك وشيكاغو (شمال) ودالاس (جنوب)، إضافة إلى كل من واشنطن وفيلادلفيا ونيويورك وأوكلاند، وشارك الطلاب في المظاهرات، لا سيما في قلعة الديمقراطيين ولاية كاليفورنيا. محاولة تهدئة من جهته، وعد الرئيس المنتخب دونالد ترامب بتوحيد بلده المنقسم، مشيدا ببعض المحتجين الذين يتظاهرون ضده. وكتب ترامب على حسابه بتويتر "إن المجموعات الصغيرة من المتظاهرين الليلة الماضية لديهم شغف لبلدنا العظيم، سوف نتحد معا ونصبح فخورين". وكان ترامب قد كتب الليلة الماضية على تويتر قائلا "كانت هناك انتخابات رئاسية مفتوحة وناجحة جدا، والآن يحتج محتجون محترفون يحرضهم الإعلام، هذا ظلم واضح". وفي السياق، بدأ تعزيز الإجراءات الأمنية المحيطة بترامب منذ انتخابه الثلاثاء إلى حد أن البرج الذي يحمل اسمه في نيويورك أصبح يشبه الحصن، حيث وضعت أمامه كتل الإسمنت مع انتشار كثيف لعناصر الشرطة. وقطعت حركة السير في قسم من الشارع المتاخم لبرج ترامب وجرى الحد من حركة المشاة ونصبت نقاط تفتيش قرب المكان ووضعت سيارة إسعاف تابعة لرجال إطفاء نيويورك بشكل دائم. وتأتي هذه المظاهرات رغم أن الرجل تعهد في خطاب الفوز بأن يكون رئيسا لكل الأميركيين، ووعد بآلاف الوظائف وتحقيق نمو اقتصادي للبلاد. وعُرف عن ترامب تصريحاته العنصرية خلال حملته الانتخابية، أبرزها عدم سماحه للمسلمين بدخول الولاياتالمتحدة الأميركية. المصدر : الجزيرة + وكالات