احتج أطر ثانوية أولاد ادريس التأهيلية، التابعة لجماعة البرادية بإقليم الفقيه بن صالح، عبر وقفة احتجاجية ياليوم الثلاثاء، احتجاجا على حادثة تعنيف تلميذ لأستاذه بإقليم ورزازات. وحيث إن هذا الفعل شنيع للغاية، لا يمكن تبريره تحت أي ظرف من الظروف، ومهما كانت الأسباب، فإن الأسرة التعليمية بالمغرب اهتزت له عموما، ونددت النقابات التعليمية به ودعت إلى خوض إضراب وطني ليومين. وانخراطا من أسرة المؤسسة في هذا السياق، وقياما بالواجب، وسعيا إلى تحقيق الكرامة التي سلبت، وإعادة المهابة التي تميز الأستاذ باعتباره الحلقة الأساس في العملية التربوية، لكونه المباشر الأول، والموجه الأول، فقد أبت الأسرة التعليمية بالمؤسسة إلا أن تجسد وقفة احتجاجية، غايتها التنديد بما وصلت إليه الشغيلة التعليمية من انحدار، والإشعار أنه على الرغم من تجاهل الوزارة، وفرضها المتكرر لمذكرات، ومقررات، تسعى إلى الحد من صلاحيات الأستاذ، وتقيد من حرية تصرفاته داخل القسم، فإن الأستاذ لن يقبل بأن يكون كبش الفداء لتبرير فشل الوزارة في تدبيرها للقطاع. وأشار بعض الأساتذة إلى أن الملاحظ أن الخطاب التربوي الذي تعتمدة الوزارة، إضافة إلى المذكرات الصادرة مؤخرا، والتي تدفع إلى تحميل الأستاذ إن مباشرة أو ضمنا مسؤولية تدهور حالة التعليم ببلادنا، لهو ما أدى إلى انتشار خطاب مجتمعي سلبي بين الناس، مما يكون له الأثر السالب على النشء في تكوين نظرتهم للأستاذ ووظيفته. هذا، وقد قام الأساتذة من داخل المؤسسة برفع شعارات منددة، تندد بالفعل المرتكب وتدينه، وتدعو للحفاظ على كرامة الأستاذ وهيبته،وأبدوا تضامنهم مع الأستاذ المعنفبورزازات، مؤكدين على أنه إن كانت هاته الحالة هي التي أفاضت الكأس، فإن الجسم التعليمي أصبح للأسف ينخر بمثل هاته التصرفات الشاذة والشاردة، وتدل كثرتها وتكرارها على ليونة الموقف تجاهها من لدن الوزارة الوصية، ففي اليوم نفسه، أتانا خبر من الرباط، نشرته بعض المواقع الإلكترونية، عن تعنيف أستاذ آخر، امتنع عن إدخال تلميذ إلى الفصل بسبب تأخره، وطالبه بإحضار "ورقة الدخول" استجابة لمقتضيات القانون المنظم. وحيث إن أساتذة المؤسسة ينقسمون إلى فوجين، فقد قام فوج الفترة الصباحية، بتجسيد الوقفة على الساعة 10:00 صباحا، لمدة ساعة، فيما جسدتها فوج الفترة المسائية، على الساعة 15:00، وأكد الجميع على تحميل الوزارة المسؤولية الكاملة، لما آلت إليه الأوضاع التعليمية في بلادنا، ووضع المعلم بالخصوص، وأكدوا أنه إن كان يُظن أن المعلم هو الحائط الأقصر للتهرب من الاعتراف بالفشل، فإن هذا الظن واهم، وأن الأستاذ سيثبت وحدة كلمته، ولن يقف صامتا أمام ما يكاد له، علما أن هذه بداية، إن لم يتدارك الأمر، فتتحمل الوزارة الوصية جزءا من المسؤولية، وليتحمل الآباء وأولياء الأمور جزأها الثاني، بتربية أبنائهم، ومتابعتهم.