تظاهر الآلاف من أفراد الجالية المغربية في مسيرات وُصفت بالحاشدة، بكل من برشلونة وباريس وروتردام، أمس السبت واليوم الأحد، في الذكرى السنوية الأولى لمقتل محسن فكري، بائع السمك الذي قضى سحقا داخل حاوية للنفايات العام الماضي، والذي أشعل مقتله موجة احتجاجات في منطقة الريف. وأظهرت مقاطع البث المباشر على فيسبوك، آلاف المتظاهرين يجوبون شوارع المدن المذكورة، حاملين صور محسن فكري وعماد العتابي وناصر الزفزافي وعدد من معتقلي الحراك، إضافة إلى الأعلام الريفية والأمازيغية. ورد المحتجون هتافات من قبيل: "الشعب يريد من قتل الشهيد"، "عاش الريف ولا عاش من خانه"، "حرية كرامة عدالة اجماعية"، "الحرية للمعتقلين السياسيين"، "الموت ولا المذلة"، وذلك بحضور وسائل إعلام دولية.
يأتي ذلك بعدم شهدت عدة مدن مغربية، أمس السبت، احتجاجات تخلد الذكرى الأولى لاندلاع شرارة حراك الريف، حيث خرج نشطاء حقوقيون وسياسيون مدنيون في وقفات بكل من العاصمة الرباط، الدارالبيضاء، الناظور، تطوان، ومدن أخرى، إضافة إلى مناطق في الريف رغم الإنزال الأمني الكبير. إلى ذلك، وقعت أكثر من 200 شخصية دولية على عريضة لإطلاق سراح "معتقلي الحراك"، بمناسبة مرور عام على مقتل فكري، من بينهم 18 عضوا بالبرلمان الأوروبي و18 عضوا في برلمانات وطنية بدول أوروبية، وعشرات من النقابيين وأساتذة جامعيين عالميين وشخصيات فكرية وأدبية وإعلامية وفنية، على رأسها المفكر الأمريكي نعوم تشومسكي والمخرج البريطاني كين لوتش. وكان الملك محمد السادس قد قرر الأسبوع الماضي، إعفاء عدد من الوزراء والمسؤولين الحكوميين على خلفية تعثر مشاريع "الحسيمة منارة المتوسط" الذي تم توقيعه شهر أكتوبر 2015 بمدينة تطوان، وذلك في خطوة وصفها المتتبعون بأنها "زلزال" سياسي" يضرب البلد بسبب حراك الريف. واندلعت احتجاجات الحسيمة والمناطق المجاورة لها، يوم 28 أكتوبر من العام الماضي، إثر مقتل محسن فكري داخل شاحنة نفايات، وهو ما أدى إلى اندلاع موجة من التظاهرات الغاضبة، سرعان ما تحولت إلى حراك عام بالمنطقة يمطالب اجتماعية واقتصادية تدعو إلى تنمية الإقليم.