كشف الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، عن تفاصيل جديدة بخصوص سماح الدولة لحزبه بخوض غمار الانتخابات والحصول على مقاعد انتخابية في البرلمان، إثر المراجعات التي قادها بنكيران ورفاقه في الحركة الإسلامية مطلع الثمانينات. وأوضح بنكيران في كلمة له بثها الموقع الرسمي لحزبه، اليوم الخميس، أنه راسل السلطات بداية الثمانينات للتأكيد على أنهم "فئة من الشباب نريد خدمة وطن ونحن معقولين معتدلين مسالمين"، مشيرا إلى أن "الدولة عمرها ما قبلتنا ولكن بقينا معها معقولين". وأضاف بالقول: "حين كنت معتقلا في درب مولاي الشريف بالدار البيضاء في 1982، قاموا معي باستنطاق حول هذا الأمر، وطلبوا مني كتابة هذه المراجعات، وأضاعوا الأوراق، ثم طلبوا مني مجددا كتابة ذلك، وفعلت، وهما يراقبونني ويعرفون ما أقول وما أفعل، ولو وجدوا شيئا غير عادي لتصرفوا معنا بشكل آخر". وأشار في الكلمة التي ألقاها خلال الجمع العام الإقليمي بتمارة لانتداب المؤتمرين للمؤتمر الوطني الثامن للحزب، أنه راسل كل من الملك الراحل الحسن الثاني، ووزير الداخلة القوي حينها إدريس البصري، "وهما يرون سلوكنا وتصرفاتنا جيدا". وتابع قوله: "في النهاية قال الحسن الثاني للبصري حسب ما بلغنا: كم يمثلون هؤلاء، ممكن يجيبوا 6 أو 7 مقاعد فالبرلمان، خليوهم يدوزوا"، لافتا إلى أن الحزب أخذ مساره في السياسة رغم تحفظ الدولة والمجتمع في البداية، مشددا على أنه "ملي كتكون معقول لا بد تزيد وتقدم وما يمكنش الدولة والأحزاب يواجهوك بلا معقول ويغلبوك". وذكر أن حركته "التوحيد والإصلاح" لم يتم منحها التوصيل النهائي إلا بعد أن أصبح رئيس حكومة، لافتا إلى أنه قال للعنصر، وزير الداخلية في الحكومة السابقة: "هذه الحركة التي تتكلمون عنها أعطت لكم رئيس الحكومة، ماذا تريدون أن تعطي لكم، داك الساعة عاد هداهم الله حشموا وعطاونا التوصيل بعد 30 عاما رغم أنني طلبته منهم عام 1983". رئيس الحكومة السابق، أوضح الأحزاب السياسي لم يسبق لأي واحد منها أن اشتكت من البيجيدي، مشيرا في تعليقه على هجوم القيادي الاستقلالي نزار بركة عليه، قائلا: "لم أرد على بركة لأن الكلام ليس له، ولو كان ذاك كلامه لرددت عليه، وهو كان معي وزيرا للمالية في حكومتي، ولم يسبق أن قال شيئا، بل بالعكس كان يقول كلاما طيبا إلى أن قال هذا الكلام". وأضاف المتحدث: "طبعا كلشي فاهم علاش قال هاذ الشي وعلاش قالوا ليه يقول هاذ الشي، ولن أرد عليه الآن لأنه يريد المغامرة ليصبح أمينا عاما لحزب الاستقلال عبر التضحية ببنكيران، ولكن العدالة والتنمية والاستقلال كانوا متقاربان في الماضي والآن متقاربان في الحاضر وخصهم يتقاربوا فالمستقبل". بنكيران استمر في "تقطار الشمع" على بركة، داعيا إياه أن يسأل صهره عباس الفاسي الذي قال شهادة، وهو لا زال مستعد ليقولها، حول أن حكومة بنكيران هي الوحيدة التي لم يشتكي منها وزراء حزب الاستقلال، من كل الحكومات بما فيها الحكومات التي ترأسها الاستقلال، وفق تعبيره. وأشار إلى أن علاقته بوزراء الاستقلال في حكومته، "كانت علاقة أحسن ما يكون، نفس الشيء مع باقي الأحزاب السياسية ولكنهم لا يستطيعون قولها، الله يرحم ضعفنا ماشي مشكل". وشدد بنكيران على أن حزبه وقف "مواقف في صالح البلد والوطن والملكية على مدى سنوات بما فيه مرحلة الربيع العربي، ولو لم تعرف الملكية من نحن وما قيمتنا لن نحلم بأن نكون في رئاسة الحكومة، وطبعا هناك من يريد أن يقفل القوس علينا، ولكن وما تشاؤون إلا أن يشاء الله، هذا يقدره الله تعالى، وما دمتم مستقيمين على الطريق لن يتنكر لكم أي أحد، وهذا كله رصيدكم وإرثكم فماذا ستفعلون به".