يتحدث عن المصالحة، مع من؟ مع ذاته التي اتهمها بالشيزوفرينيا، أم مع حزبه وأعضائه الذين وعدهم بالرتبة الأولى، أم مع الأعيان ورجال الأعمال الذين دخلوا غمار السياسة مكرهين، أم للمصوتين عليه تحت التهديد والتضليل، أم للمرحلين سياسيا إلى حزبه طمعا في السلطة، أم للذين أرغموا على الانسحاب من الترشح خوفا من فتح ملفاتهم أو على شركاتهم، أم للذين وعدهم أنهم سيزرعون الممنوعات قانونيا فصاروا يحلمون أنهم من أغنى الناس.... لو قمنا بتعداد من سيتصالح معهم من محيطه ومحيط حزبه فإننا لن ننتهي، فما بالك وإن قلنا لك، عليك أن تتصالح مع الشعب المغربي قاطبة، لأنك كسرت حلم شعب بعد ربيع قطفت وروده وتركت لهم الشوك، عرقلت اختيارهم وإرادتهم، غررت بأحزاب وطنية عريقة، دفعت ضعفائهم ليتنكروا لمبادئهم، ظفرت بجهات لم يستحقها حزبك، احتقرت شعبا بمسيرة مول الحولي، قتلت هيبة السلطة وشوهت المقدم والشيخ والقائد... حرمت المغاربة من تدوق طعم الحرية والديمقراطية في عرسهم يوم 7 أكتوبر....؛ مع من تريد المصالحة؟ مع حزب، أتريد المنصب؟ أم الشرعية؟ أم هو تلبيس إبليس؟ نحن شعب طيب لا يطمع في جاه ولا سلطة، يرى ويعي ويزن الأمور، لا يحتاج أن يكون مثقفا ليميز ماهو أنفع لوطنه، وكان الأجدر بك أن تعتذر لشعب كامل ربما يقبل منك وربما لا... افضل اعتذار هو أن تنسحب من السياسة ومن حياة المغاربة، وأعاهدك أنهم سوف ينسونك ولن يتذكروا شكلك، لكنهم خبروا أسلوبك وسيقفون ضد كل داع إلى مثل مذهبك.