أثارت الصورة التي تظهر رجل أمن وهو يعنف أستاذة متدربة، أثناء المسيرة الاحتجاجية التي خاضها الأساتذة المتدربون بمدينة القنيطرة أمس الخميس، ردود أفعال لدى شريحة واسعة من المتتبعين، بالإضافة إلى استنكار عارم على مواقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، حيث عبروا عن تضامنهم المطلق مع الأستاذة "المعنفة". ومن جملة التعليقات "الفايسبوكية" التي صاحبت الصورة، وَصْف المعلقين الفعل الممارس في حق الأستاذة ب"الحكرة" في حق فتاة، والتي حسب تعبيرهم أعطت "الجميع دروسا في العزة والكرامة"، مناشدين الجميع بالتدخل والقيام بكل ما من شأنه رد الاعتبار لها، بل منهم من أطلق نداء للتضامن معها، تحت شعار "كلنا هيام البلغيتي". وفي تعليق آخر علقت هدى، "يا أبي هذه زهرتك التي لطالما حميتها من حر الشمس وبرد الشتاء هذه بنيتك التي بكيت فرحا يوم أن بلغتك بشرى نجاحها وقالت لك :"بابا بارك لي غاد نولي أستاذة " ....هذه التي عاهدت الله قبل نفسها أن تخدم أبناء هذا الوطن بصدق حتى لا يقال "هوما لي ما قراونا والو حتى يعود للتعليم العمومي هيبته ....هذه روحك تداس ...فيا أبي لا تبكي فما عادت طفلة...هي اليوم أرجل من الرجال"، تقول المتحدثة ذاتها. كما قام رواد الفايسبوك بوضع صورة الأستاذة المعنفة مع صورة المغنية هيفاء وهبي، التي حضرت أمس الخميس إلى مدينة الدارالبيضاء، في نفس الوقت الذي كان فيه الأساتذة في مختلف ربوع المملكة يقومون باحتجاجاتهم، يشار إلى أن هيفاء وهبي تم استقبالها "بالعمارية" في حين تم تعنيف الأستاذة بالضرب والركل، حسب قولهم. وذهبت تعليقات أخرى إلى وصف الصورة بالتعذيب الذي يتعرض له الفلسطينيون من طرف "الاحتلال الإسرائيلي"، حيث قال أحد المعلقين، "كنت أري مثل هذه الصورة فقط في الاعتداءات الصهيونية علي أبناء "الشعب الفلسطيني الأبي" تحياتي لك ولكل أستاذ وأستاذة ترفض أن تهان و يصادر حقها". ولم يقتصر المعلقون على كتابة تدوينات تضامنية، بل قاموا بإرسال رسائل إلى وزراء حكومة عبد الإله ابن كيران، خاصة وزير العدل والحريات مصطفى الرميد، ووزير الاتصال مصطفى الخلفي، ووزير التجهيز والنقل عزيز الرباح، يناشدونهم من خلالها بإيجاد حل "سريع وفوري" للمشكل. يذكر أن قوات الأمن تدخلت أمس الخميس بالقوة لمنع مسيرات للأساتذة المتدربين بكل من طنجةوالقنيطرة وتازة، مخلفة إصابات في صفوفهم.