ارتباط إشاعة الشرف وإعداد الشرفاء بالشروط الذاتية والموضوعية:….2 واليسار بتلويناته المختلفة، المخلص للشعب المغربي، والحريص على نظافة صفوفه من الفاسدات، والفاسدين، والمفسدين، ومن الانتهازيات، والانتهازيين، والذي يقطع، وبصفة نهائية، مع ممارسة الفساد، والانتهازية، مهما كانت الشروط الموضوعية، التي يعيشها هذا اليسار؛ لأن ما يهمه، هو إعادة تربية المجتمع، على نبل القيم، المنتجة للشرف، في الممارسة الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، والمعدة للشريفات، والشرفاء، في جميع القطاعات. وللوصول إلى ذلك، لا بد من النضال، من أجل مدرسة عمومية منتجة للقيم النبيلة، التي تحصن المغاربة ضد الفساد، والمفسدين، وضد الاستبداد، والمستبدين، وضد الاستعباد، والمستعبدين، وضد الاستغلال الهمجي، والمستغلين الهمجيين، ومن أجل أن تصير تلك القيم، منتجة لقيم الشرف، والشرفاء، حتى يتأتى للمجتمع أن يصير شريفا، وأن يتحول معظم أفراده إلى شرفاء، حتى يصير ذلك أساسا للتقدم، والتطور، في المجالات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، والمعرفية، والعلمية، والأدبية، وغيرها من المجالات، التي تفسح المجال أمام التغيير الجذري، والشامل، في حياة المغاربة، الذين يقطعون مع خبث القيم، نظرا للدور الإيجابي، الذي سوف تلعبه المدرسة العمومية، التي يناضل من أجلها اليسار. وإلا، فإن المدرسة العمومية المغربية، ستبقى محافظة على إنتاج خبث القيم، وأدلجة الدين الإسلامي، التي توظف في العمل على تأبيد الاستبداد القائم، أو من أجل فرض استبداد بديل. وهو ما يعبر عن فشل المدرسة العمومية، التي تعمل على إنتاج خبث القيم، التي تنخر كيان المجتمع المغربي، الذي يؤدي الضرائب، التي تمول منها المدرسة العمومية، التي أصبحت تقف، بشكل كبير، وراء تخريب المجتمع المغربي، بسبب بث قيم الفساد، وإعداد الإرهابيين، ومن يتعاطف معهم، على كافة المستويات، وقد كان من المفروض أن يقوم اليسار المناضل، المحارب للفساد، بتأسيس جبهة للنضال، من أجل مدرسة عمومية، ببرامج متنورة، منتجة لتنوير العقول، وللقيم النبيلة، التي تجعل الإنسان المغربي، رجلا كان أو امرأة، في مستوى مواجهة، واستئصال خبث القيم، وكافة أشكال الفساد، من المجتمع المغربي، الذي يصير، بسبب ذلك، خاليا من خبث القيم، ومن كافة ألوان الفساد، وأن يتحول إلى مجتمع منتج للشرف، والشرفاء. وما تنتجه الأحزاب المؤدلجة للدين الإسلامي، لا علاقة له لا بالشرف، ولا بالشرفاء؛ لأن تحريف النصوص الدينية، ومختلف مفاهيم الدين الإسلامي، وتوظيف الدين الإسلامي أيديولوجيا، وسياسيا، من أجل تضليل المومنين بالدين الإسلامي، الذين ينساقون وراء مؤدلجيه، في أفق الوصول إلى السلطة، من أجل تأبيد الاستبداد القائم، أو من أجل العمل على فرض استبداد بديل. ولذلك، فأحزاب كهذه، لا يمكن ان تنتج إلا خبث القيم، ببعدها المؤدلج للدين الإسلامي، الذي يهدف إلى تحقيق التضليل المبطن بالدين الإسلامي، حتى يعتقد الشعب المغربي، الذي يعاني من القهر، والظلم، والاستبداد، أن ما عليه الأحزاب المؤدلجة للدين الإسلامي، هو الإسلام الحقيقي، وما سواه باطل، حتى وإن كان صحيحا، مع أن إسلام مؤدلجي الدين الإسلامي، لا يمكن أن يكون إلا محرفا، والتحريف يفسد الدين، ويجعله منتجا لخبث القيم، كما يتجلى ذلك في إنتاجه للإرهاب، والإرهابيين، وفي سعيه إلى تأبيد الاستبداد القائم، أو العمل على فرض استبداد بديل. ومعلوم أن الفساد، والاستبداد، متلازمان، لا يفترقان، فأينما وجد الاستبداد، وجد الفساد أيضا، وأينما وجد الفساد، وجد الاستبداد كذلك. ومعلوم، أيضا، أن النظام المخزني، كبقية الأنظمة الرجعية المتخلفة، في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، وفي جميع قارات العالم، هو الذي أعطى الشرعية لهذه الأحزاب، التي تستغل الدين الإسلامي أيديولوجيا، وسياسيا؛ لأنه، هو نفسه، يستغل الدين الإسلامي، لإعطاء الشرعية الدينية للحكم المخزني، مع أن الشرعية الحقيقية، في فصل الدين عن السياسة، وفي منع قيام أحزاب مؤدلجة للدين الإسلامي، انطلاقا من الإعلانات، والمواثيق، والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، والتي تعتبر الاعتقاد شأنا فرديا. وهو ما يعني، أن ربط الدين بالسياسة، مخالف للإعلانات، والمواثيق، والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان. وهذا الخلاف، ورط النظام المخزني، والأحزاب المؤدلجة للدين الإسلامي، في تسييس الدين، وتديين السياسة. وهو أمر يقتضي من اليسار المناضل، أن يقف عنده، وأن يضع برنامجا خاصا، يستهدف استغلال الدين الإسلامي أيديولوجيا، وسياسيا، والعمل على استئصال هذه الآفة، التي تأتي على الأخضر، واليابس، في الواقع المغربي، والتي من بين نتائجها: أن المغرب أصبح مصدرا للإرهاب، على المستوى العالمي، كما أصبح مصدرا لممارسة الدعارة، على المستوى العالمي كذلك، حتى يصير المغرب على المدى البعيد، خاليا من كافة أشكال الاستغلال الأيديولوجي، والسياسي للدين الإسلامي، وأن يتم الفصل النهائي بين الدين، والسياسة، وأن يصير الاعتقاد شأنا فرديا. ومعلوم، أننا لا نمتلك الشرف، ولا ينفرز من بيننا الشرفاء، بتحريف الدين الإسلامي، عن مساره الصحيح؛ لأن الشرف الحقيقي، في هذا الإطار، لا يأتي من أدلجة الدين الإسلامي، ولا من تحريف النصوص، والمفاهيم الدينية، عن طريق التأويلات المغرضة، التي تجعل الدين الإسلامي، مطية لارتكاب المزيد من الجرائم الاقتصاديية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، وعلى رأسها الجرائم الإرهابية، التي خربت العديد من بلدان العرب، والمسلمين، بالإضافة إلى العمليات الإرهابية، التي تعرفها هذه الدولة، أو تلك، على المستوى العالمي، وما يجعل الدين الإسلامي مطية لإنتاج القيم المتقدمة، والمتطورة، هو التعامل معه كمعتقد، من جملة المعتقدات، التي يومن بها أفراد معينون، كشأن فردي، لا كشأن جماعي، دون إقحامه في الأمور الأيديولوجية، والسياسية، وفي إطار تكريس الفصل التام بين الدين، والسياسة، ومن منطلق: أن الدين لله، وليس للبشر، كما جاء في القرءان الكريم، (وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا)، وان ما يهم الناس، يجب أن يتداولوا فيه، وصولا إلى خلاصات ترضي الجميع، من أجل التفعيل، كما جاء في القرءان الكريم(وأمرهم شورى بينهم)، حتى يتحول الدين الإسلامي، إلى مجرد مصدر للتحلي بالقيم النبيلة، ويصير ما للناس في المجتمع موضوعا للتداول فيما بينهم، من اجل التقرير، واتخاذ القرار، والعمل على تفعيله، وبطريقة / شعبية، حتى يتأتى التمرس على فصل الدين عن السياسة، ويصير الواقع قائما على أساس الفصل بين ما لله، وما لقيصر: (وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا)، (وأمرهم شورى بينهم). وهذه الحقيقة التي وقفنا عليها، هي حقيقة الدين الإسلامي، الذي يمدنا بالقيم النبيلة، التي تحول دون توظيفنا للدين الإسلامي، أيديولوجيا، وسياسيا، وتجعلنا نتعامل معه، كباقي المعتقدات التي يومن بها الناس في المجتمع. وقد كان الفروض من اليسار المناضل، في المغرب، وفي غيره من البلدان العربية، وباقي بلدان المسلمين، أن يجعل النضال من أجل فرض تجريم استغلال الدين الإسلامي، أيديولوجيا، وسياسيا، في أفق فرض الفصل بين الدين، والسياسة، لإغلاق ملف أدلجة الدين الإسلامي، حتى يصير جميع المغاربة يمتلكون الشرف، وحتى تصير القيم النبيلة، التي يتحلون بها، مجالا لفرز الشرفاء، وحتى يحتل الدين الإسلامي مكانته الحقيقية. وما عليه البلدان المحسوبة على شعوب المسلمين، لا يعبر أبدا عن شرف المسلمين، سواء تعلق الأمر ببلدان شمال إفريقيا، أو بلدان آسيا، وحيثما تواجد المسلمون؛ لأن شرف المسلمين، يكمن في التحلي بنبل القيم، لا في التحلي بخبث القيم، وفي احترام كرامة الإنسان، وتمتيعه بكافة حقوقه الإنسانية، كما هي في الإعلانات، والمواثيق، والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، لا في هدر هذه الكرامة، والتنكر لحقوق الإنسان، باعتبارها من إنتاج الغرب الكافر، كما يدعي ذلك مؤدلجو الدين الإسلامي، وفي احترام الحق في الحياة، الذي هو الأصل، حتى يسلم الناس، في حياتهم، التي تجعلهم يسعون إلى تحسينها باستمرار، لا في مصادرة هذا الحق باسم (الله ) عند قطع الرؤوس، وأثناء تنظيم العمليات الانتحارية / الإرهابية، التي يعتبرونها (جهادية) وأثناء تطبيق ما يسمونه ب (الشريعة الإسلامية) التي تختصر في رجم النساء ظلما، وعدوانا، أو قطع رؤوسهن، وقطع الأطراف، وغير ذلك مما يعتبر من صلب الشريعة الإسلامية، باسم (الله اكبر)، فكأن (الله أكبر) صارت مصدرا لمصادرة الحق في الحياة. وقد كان من المفروض في اليسار المناضل، أن يعلن الحرب، وبدون هوادة على ممارسة مؤدلجي الدين الإسلامي، المصادرين للكرامة الإنسانية، والمتنكرين لحقوق الإنسان، والذين تعتبر التنظيمات التي ينتمون إليها، مجالا لإعداد الإرهابيين، في كل أرجاء الأرض، وخاصة في الدول التي تعاني من الحرب الإرهابية، جملة، وتفصيلا، حتى ينفضح أمر التنظيمات المؤدلجة للدين الإسلامي، المنتجة للإرهاب، والإرهابيين، الذين يعيثون في الأرض فسادا، من أجل الوصول إلى الحكم، والعمل على تأبيد الاستبداد القائم، أو العمل على فرض استبداد بديل، حتى يتخلص المسلمون في كل أنحاء العالم، من التنظيمات المؤدلجة للدين الإسلامي، في أفق وضع حد للإرهاب، والإرهابيين، حتى يشرع المسلمون في التحلي بنبل القيم، التي تكسبهم قيمة الشرف، وتستنبت من بينهم الشرفاء. وبروز الإرهابيين من بين المسلمين، لا يعبر أبدا عن الشرف، مما جعل المسلمين على المستوى العالمي، مصدرا للخوف، خاصة وأنه يدفع بهم إلى تكوين تنظيمات إسلامية، تعمل على تنظيم الإرهاب، وتجميع الإرهابيين، وتحديد مكان، وزمان القيام بالعمليات(الجهادية) / الإرهابية، حيثما تواجد المسلمون، وفي أي دولة كافرة، من وجهة نظرهم. وهو ما يعني، في عمق الأشياء، اعتبار بروز الإرهابيين، من بين المسلمين، لا يشرف المسلمين، ولا يمكن اعتباره شرفا لهم، ولا يمكن أن ينفرز من بينهم الشرفاء، خاصة، وأنهم لا يتداولون فيما بينهم إلا التكفير، الذي يعتبرونه مبررا لإبادة (الكفار)، حتى وإن كانوا مسلمين. وإذا كان المسلمون يعتبرون إيمانهم بالدين الإسلامي مصدرا لشرفهم، عليهم ان يعتبروا أن الدين الإسلامي، يعترف بحرية المعتقد، كما جاء في القرءان: (فمن شاء فليومن، ومن شاء فليكفر)، ويقر بالمعتقدات الأخرى، كما جاء، كذلك، في القرءان: ( يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم: أن لا نعبد إلا الله)، حتى وإن كان ينكر الشرك بالله، الذي له علاقة بعبادة الأوثان، التي تسيء إلى الإنسان، وإلى كرامته. ولذلك كان النضال من أجل الفصل التام بين الدين، والسياسة، حتى يتم القطع نهائيا مع اعتبار الدين الإسلامي مصدرا للإرهاب، وللإرهابيين، خاصة وان الدين إذا خالط السياسة، أفسدها، كما أن السياسة إذا خالطت الدين أفسدته. ودور اليسار، هو العمل على تكريس هذا الفصل، حتى يصير الدين، اي دين، لله والوطن، بما فيه، للجميع، لتصير ضرورة أدلجة الدين الإسلامي، غير واردة، وليصير الإيمان بمعتقد معين، من شأن الأفراد الذين يتمتعون بتلك الحرية، وليس من شأن الدول، ولا الأحزاب، ولا الجمعيات، ولا النقابات، ولا المجتمع، خاصة وأن الإيمان بمعتقد معين، شأن فردي.