حينما كان قراصنة الصومال يقرصنون السفن الأجنبية و يحتفظون بطاقمها مقابل الفدية ، كانوا يمارسون ذلك لأنهم عصابات خارجة عن القانون ثم إنهم لم يعترضوا أبدا سفنا محلية أو وطنية ، على الأقل و رغم إجرامهم لازال الحس الوطني يتدفق في دمائهم أما هناك في بلدي فقد انتشر قراصنة من نوع آخر ، مجرمون من الدرجة الأولى بأقنعة ساسة و مستثمرين استباحوا أرض الوطن و خيراته وقسموا الثروات قسمة ضيزى مع نسائهم و أبنائهم ،شرذمة أشرار لا يحسون بأبناء الشعب و لا يختلطون بهم خوفا من العدوى- عدوى الفقر والتهميش – ولايرسلون أبناءهم إلى المدارس العمومية مع أبناء الأستاذ و الشرطي و الفلاح و العسكري ولا يقصدون مستشفياتنا لعلاج أسقامهم و عللهم إنما يستقلون الطائرات ويولون وجوههم صوب باريس و لندن وغيرهما بل حتى وجهاتهم السياحية ليس للمغرب فيها حظ ثم يصدعون رؤوسنا بمخططاتهم الخماسية و السداسية و عشرة ملايين سائح، وشعاراتهم الجوفاء (ساسة بوجوه عاهرات ومتى كان للعاهرة حياء يخدش؟) يا سادة إن المغرب ليس صندوقا أسودا للعملة تعيتون فيها فسادا بتهريبها إلى البنوك المشؤومة ذخرا منكم ليوم تنفذون فيه بجلودكم إلى بلدان ملعونة توفر لكم حق الحماية بازدواجية الجنسية ،ايها السادة ما يحز في النفس أكثر هو أن هؤلاء القراصنة ومن على شاكلتهم يتحكمون في الساحة السياسية بنفوذهم و أموالهم و حينما حاول سي بن كيران أن يقترب أكثر من موائدهم النتنة العفنة ،اعترض سبيله ( بلوكاج العار )وتمت تصفيته حسب اعتقادهم من اللعبة السياسية بتأييد مشبوه من بعض أبناء الشعب المغفلين و بعض البيادق والوصوليين في أسلاك الوظيفة العمومية الذين شحنوا رؤوسهم بأن ولاية بن كيران ركزت على جيوب الفقراء و الطبقة المتوسطة كذبا و زورا و بذلك يصنفون أنفسهم أيضا في خانة قراصنة من حجم صغير و بأذناب طويلة وهنا أفتح القوس لأقول (يكفي المغرب فخرا و لأول مرة أن يقوده رئيس حكومة يشهد له الأعداء قبل الأصدقاء أنه لم يستغل منصبه في توظيف عائلي او ريع تحت مسمى الاستثمار بل خرج مرفوع الهامة نظيف اليد) أغلق القوس و أعود إلى القراصنة :وزعوا الأراضي كيفما شئتم وانهبوا الأموال كما يحلوا لكم وانتظروا صفقة سيبرمها الشعب مع الضمائر الحية في هذا الوطن ليخلصونا من نجاستكم و رجسكم فأنتم اصلا أناس لا يتطهرون.