لم تمض سوى أيام قليلة على دق المركز المغربي لحقوق الإنسان ناقوس الخطر بخصوص تنقيل طبيب جراح على مستوى مستشفى الفقيه بنصالح دون تعويضه، حتى انطلقت معاناة المرضى بذات المنطقة، حيث وجدت مريضة نفسها تتنقل بين مستشفيَيْ الفقيه بنصالحوبني ملال دون جدوى. وأظهر شريط فيديو اطلعت عليه جريدة "العمق"، سيدة في عقدها الخامس تعاني آلاما شديدة على مستوى المرارة ما يتطلب إزالتها بشكل استعجالي، حيث نقلت صوب مستشفى الفقيه بنصالح ليلة السبت، ليتم توجيهها صوب مشفى بني ملال الذي رفض استقبالها وطلب منها العودة للفقيه بنصالح، لتعاني مرارتي المرض والتنقل المضني بين المدينتين. وأكدت مصادر خاصة بجريدة "العمق"، أن تنقيل طبيب جراح من المستشفى الإقليمي للفقيه بن صالح إلى المستشفى الإقليمي بخريبكة دون تعويضه علما أن مستشفى الفقيه بن صالح لا يتوفر إلا على طبيبين جراحين لأكثر من نصف مليون نسمة، خلق عددا من المشاكل خاصة للحالات المستعجلة، ذلك أن الطبيب الجراح المتبقي يقوم بأداء عمله خلال الدوام الرسمي نهارا فيما يبقى مكانه شاغرا خلال عطلة نهاية الأسبوع يومي السبت والأحد وكذلك خلال أيام العطل الوطنية وهو ما وقع قبل أيام. عبد المالك الهناوي، المندوب الإقليمي لوزارة الصحة بإقليم الفقيه بنصالح، أكد لجريدة "العمق" أن تنقيل الطبيب الجراح صوب خريبكة يستمر 10 أيام لا غير وفي إطار التعاون الجهوي بسبب النقص الحاد في عدد الأطباء الجراحين داخل مشفى خريبكة"، وفق تعبير المتحدث. ونفى المسؤول وجود أي مشكل في العمليات الجراحية مؤكدا أنها تتم وفق برامج مسطر لها، وموضحا أن مستشفى الفقيه بنصالح لا يجري عمليات جراحية من الأصل خلال عطلة نهاية الأسبوع بسبب غياب نظام المداومة نظرا للنقص في عدد الممرضين، يقول المتحدث. وأبرز الدكتور الهناوي لجريدة "العمق"، أن مستشفى بني ملال هو من يقوم بالعمليات الجراحية خلال نهاية الأسبوع، لافتا إلى أن السيدة التي ظهرت في الفيديو قد تكون حالتها غير مستعجلة رغم الألم الذي تعاني منه، متابعا "لربما تبين لهم أن حالتها تستدعي الانتظار بعيدا أن أي التهاب أو أحجار بالمرارة، مقابل مدها بمضادات للألم" وفق تعبير المندوب. إلى ذلك، قال بيان للمركز المغربي لحقوق الإنسان، إن المرضى الذين تم توجيههم صوب المستشفى الجهوي ببني ملال، خلال أيام السبت والأحد والإثنين المنصرمة، قوبلوا برفض استقبالهم وإرجاعهم صوب مستشفى الفقيه بنصالح، هذا الأخير الذي قضى بعودتهم مجددا نحو بني ملال بداعي غياب الطبب الجراح، لتبدأ رحلة أخرى من المعاناة كما هو الشأن بالنسبة للسيدة التي تم توثيق حالتها بشريط مرئي من داخل المركز الاستشفائي الجهوي ببني ملال".