ما إن ذاع خبر تنقيل طبيب جراح من المستشفى الإقليمي للفقيه بنصالح إلى مستشفى مدينة خريبكة، حتى قامت قائمة المصحات الخاصة بعاصمة الفوسفاط، وتحرك اللوبي المستفيد من هجرة الأطباء الجراحين صوب هذه المصحات، ليضغط بشتى الوسائل ويسخر كل الإمكانيات لوقف هذا التنقيل الذي أقدم عليه المدير الجهوي للصحة بجهة بني ملالخنيفرة في إطار إعادة الإنتشار التي يخولها له القانون، بدعوى سد الخصاص، وتخفيف الضغط على مستشفى خريبكة الذي يستقبل مرضى بأعداد كبيرة بالمقارنة مع الفقيه بنصالح القريبة من بني ملال عاصمة الجهة. تنقيل الطبيب المعني لم يستسغه اللوبي المتحكم في القطاع الصحي بمدينة خريبكة، إذ تجندت بعض المنابر والجمعيات الحقوقية للضغط على المدير الجهوي للتراجع عن هذه الخطوة، الأمر الذي اعتبره العديد من المتتبعين تضييقا على المستشفى ومحاولة إفراغه من معمة تقديم خدمات علاجية للمرتفقين، وكذا إثقالا لكاهل الطبقة الفقيرة التي تجد نفسها مجبرة على الهجرة صوب المصحات في ظل تواجد أطباء القطاع العمومي بالمصحات بشكل مستمر. وأشارت مصادر من الفقيه بن صالح أن الطبيب موضوع التنقيل معروف بمهنيته واحترامه لعمله داخل المستشفى، وعدم تعامله مع المصحات الخاصة، الأمر الذي سيشكل خطرا على المصحات بخريبكة واللوبي الذي يستفيد من العمليات الجراحية التي تجرى خارج القانون بمصحات خاصة لا يهم مالكيها سوى جمع الأموال ولو على حساب معاناة المرضى المعوزين. إنها حرب مصالح بين القطاع العام ولوبيات ترقص على جراح مرضى فقراء لا يحملون في جيوبهم سوى بطاقة راميد ويقصدون أطباء أغلبهم وضعوا في قلوبهم جمع الأموال بدل الضمير المهني والرحمة.