أحيا نشطاء بحراك الريف، الذكرى ال69 لمعركة أنوال التاريخية، التي ألحق فيها زعيم المقاومة الريفية محمد الخطابي هزيمة نكراء بجيوش الاحتلال الإسباني، أمس الجمعة، بزيارة مكان المعركة ورفع الأعلام الريفية والأمازيغية وصور معتقلي الحراك على النصب التذكاري الذي يخلد المعركة بمنطقة أنوال بالريف. واحتشد نشطاء بالحراك، أمام النصب التذكاري للمعركة، الذي رسمت عليه صورة المقاوم محمد بن عبد الكريم الخطابي، مرددين هتافات الحراك بالعربية والريفية، من قبيل: "رغم القمع رغم السجون.. لا زلنا صامدون.. للحراك مناضلون"، "الشعب يريد سراح المعتقل"، "شعب الريف قرر إسقاط العسكرة"، "المعتقل ارتاح ارتاح سنواصل الكفاح". كما كتب المحتجون بعضا من مطالبهم على لافتات ألصقوها على النصب التذكار المخلد للمعركة، مع صور رموز الحراك المعتقلين، آخذين صورا جماعية بعين المكان. وخلد الشعب المغربي ومعه أسرة المقاومة وجيش التحرير، أمس الجمعة، الذكرى السادسة والتسعين لمعركة أنوال، التي حقق فيها المقاومون المغاربة، بقيادة زعيم المقاومة الريفية محمد بن عبد الكريم الخطابي، انتصارا حاسما على قوات الاحتلال الأجنبي التي كانت تمثله إسبانيا، وذلك في واحدة من المعارك التاريخية التي رفعت رأس المغرب في العالم. مقاومة البطل محمد بن عبد الكريم الخطابي جاءت كامتداد لمقاومة محمد أمزيان في مواجهة الغزاة بين 1907 و1912، هذا الأخير كان قد خاض غمار عدة معارك ضد قوات الغزو الأجنبي، حقق فيها انتصارات باهرة، وظل صامدا في وجه الاحتلال الأجنبي إلى أن سقط شهيدا في ساحة الشرف والكرامة يوم 15 ماي 1912. الخطابي استطاع هيكلة حركة المقاومة وتنظيمها سياسيا واستراتيجيا وعسكريا ولوجيستيا لتشمل مناطق الشمال بكاملها، حيث تميزت حركته التحريرية بدقة التنظيم وقدرة الاستقطاب والتخطيط المحكم والإتقان في الأداء وإصابة الأهداف، إذ كانت معركة أنوال في يوليوز 1921 بمثابة الضربة القاضية للقوات الإسبانية بفضل الأسلوب المتطور في حرب العصابات واستباق الأحداث واكتساح الميدان.