شدد رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، عزم حكومته على القطع مع ثقافة "سير للرباط"، في إشارة لنهج الحكومة القاضي بالدفع بورش اللاتركيز، عبر تحديد وتبسيط العلاقة الجديدة بين المركز والجهة بشأن تنزيل السياسات العمومية. وأكد العثماني في كلمته خلال، ترأسه للورشة الجهوية ببني ملال صباح يوم الجمعة، أن الحكومة منكبة على إعداد ميثاق اللاتركيز الإداري، من أجل إنجازه في القريب العاجل والبدء في تنفيذ مقتضياته، مشيرا إلى أنه سيتم العمل على بلورة مقاربة تعاقدية بين الدولة والجهات كآلية حديثة وملزمة لأجرأة المشاريع والبرامج العمومية. وأوضح العثماني على أن زيارات الجهات ستشكل فرصة للتأكيد مجددا على ضرورة تغيير مقاربة الشأن التنموي، عبر التركيز أكثر على منهج الإنصات للمواطنين وإشراكهم في اختيار ووضع البرامج التنموية في مختلف مناطق المغرب واستهداف الحاجيات الحقيقية للمواطنين، مؤكدا على أن الحكومة تعبأت بشكل جماعي لإعطاء هذه الزيارة زخما مهما، وليكون ما بعد الزيارة مختلفا عما قبلها، عبر مقاربة تشاركية تشاورية ممتدة. ويأتي هذا اللقاء، حسب العثماني، في سياق تنفيذ البرنامج التواصلي للحكومة مع جهات المملكة، الذي تم وضعه تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية للحكومة بمناسبة انعقاد المجلس الوزاري الأخير، من أجل الاطلاع عن قرب على الإشكالات التنموية الأساسية في الجهات والأقاليم والتتبع المنتظم للمشاريع و الأوراش التنموية بها، استجابة لتطلعات الساكنة في الميادين الاجتماعية والاقتصادية والتنموية بصفة عامة. و أجمل رئيس الحكومة أسباب بدء هذه السلسلة من الزيارات التواصلية الميدانية من جهة بني ملالخنيفرة، في كونها تتمتع بإمكانيات هائلة في المجال الفلاحي، المعدني والسياحي والصناعات التحويلية وتزخر بمؤهلات بشرية مهمة وواعدة، سواء منها المقيمة بالوطن أو كمغاربة العالم، فضلا عن كون الجهة سباقة في إطلاق أوراش نموذجية مهمة كنظام التغطية الصحية "الراميد RAMED" وإنجاز أول جيل من عقود البرامج بين الدولة والجهات، كما هي من أول الجهات على المستوى الوطني التي تستفيد من تنفيذ 50 % من قيمة برنامج المساعدة المعمارية والتقنية المجانية بالعالم القروي. وكان العثماني قد استهل كلمته خلال ترأسه للورشة، بتأكيده على أهمية الجهة في البناء الهيكلي للدولة، وعلى أهمية إيلاء ورش الجهوية ما يستحق من عناية واهتمام، حيث أعطى في نفس السياق توجيهاته للوزراء عبر تقديم الالتزام بوعود قابلة للتطبيق والتنفيذ، وتتبع تنفيذها. وقد حضر الورشة الجهوية ببني ملال إلى جانب رئيس الحكومة عدد من الوزراء، ووالي الجهة ورئيس مجلس الجهة، وعمال أقاليم الجهة وعدد من المدراء المركزيين والجهويين ومدراء مؤسسات عمومية، والمنتخبين وفعاليات المجتمع المدني.