بعد منعهم لإستطلاعات الرأي ، بدعوى أنها حملات سابقة لأوانها و بعدما تم تهديد مرشحي العدالة والتنمية ، بسحب ترشيحاتهم من طرف بلطجية لا نعلم من يقف ورائها ، و بعدما تأكد لهم أن شعبية حكومة بنكيران تزداد يوما بعد يوم ، والي مراكش يرسل رسالة بالخط الواضح إلى حماد القباج مرشح حزب المصباح بمراكش جيليز ، يرفض فيها ترشحه بدعوى أنه ينشر أفكارا متطرفة و يحرض على العنف والكراهية ... عفوا بأي حق تتهمون ! القباج مواطن مغربي ، متشبع بروح السلفية الوطنية التي تؤمن بالإعتدال والتعايش والإنفتاح وحب الوطن ، وتتمسك بدولة المؤسسات والقانون .. القباج رجل تخطى الإعاقة ، و أبرز للعالم بأسره بأن الإعاقة إعاقة الفكر وإعاقة الأخلاق و القيم التي يضربونها عرض الحائط ... القباج رجل عرف بمواقفه الرزينة ، وبتشبته بالوطن و احترامه للمؤسسة الملكية و لكافة مكونات الدولة ... لو كان القباج قد ترشح باسم حزب آخر ، هل كنتم ستقيمون القيامة ! هل انتمائه للتيار السلفي هو السبب وراء هذه الأباطيل ! السلفية بغض النظر عن امتداداتها التاريخية ، وصراعاتها مع المعتزلة في العهد العباسي ، و بغض النظر عن ما تعتقده من فهمها للقرآن والسنة ، فليس مبررا أن يتم إقصاءهم من المجتمع والمشاركة السياسية .. أهم مؤشر للديمقراطية في الدول ، ما يتم داخل الأحزاب من إدارة ديمقراطية و حرية التعبير وحرية النقد ، والمشاركة الجماعية في اتخاذ القرارات ، و على السلطة أن تحترم مساطر الأحزاب و القوانين المؤطرة لها ، و تحترم المشروعية و جموع الترشيح التي أفرزت المنتخبين ... الصراع حول السلطة يعطل عجلة التنمية في بلادنا ، ويكرس لمزيد من الإرهاصات والإنكماشات ، في الدول الإسكندينافية حيث تختلط الجرمانية و النوردية ، فالإنسان هو المحرك لعجلة الإقتصاد و حقوقه محفوظة وأولى فوق أي اعتبار ، والدليل على ذلك اعتراف السويد بالدولة الفلسطينية ، رغم أن هذا القرار أثار حفيظة الإحتلال وغضبه ، لكن الحكومة السويدية وضعت حقوق الإنسان فوق كل الاعتبارات ، و بغض النظر عن علاقاتها الخارجية و مصالحها المشتركة مع باقي البلدان ، و نحن هنا لا نقارن إنما نضرب الأمثلة ليتعظ أولوا الأبصار ... فهل احترمنا المواثيق الدولية التي تنادي بحقوق الإنسان ! أم أننا نسعى جاهدين لإعادة سيناريو الإحتماء من السلطة ، حين كان المواطن يرتجف من أن يدلي بدلوه و يحتمي في منعزل عن السياسة ، لأنه لا المواطن يثق في السلطة و لا السلطة تثق في المواطن ، و هكذا حتى تمكن الفساد من نشر مخالبه و دب السم في البلاد ... لكن مع ذلك فللمغرب ملك يحميه ، ويصون ترابه من كل المؤامرات الداخلية والخارجية ، ملك هو الضامن لإستقراره بعد الله عزوجل فالنصر له ولا عزاء للحاقدين .... و أنت أيها التحكم استمر في حربك الضروس ، و استمر في قرع ناقوس الخطر والتآمر على الشرفاء ، و استمر في مناوشاتك و التصفيق لخصوم الوطن ، و استمر في تمرير مغالطاتك البئيسة ، فإن ثورة الصناديق ستتكلم يوم 7 أكتوبر و لن تسكت رغبة الشعب، لأن الدول الديمقراطية هي تلك التي تسمح لأبنائها بالتعبير عن اختياراتهم وتطلعاتهم ، لا تضليلهم و تزييف الحقائق ... و للسحرة سيبطل سحركم و سينتصر الحق سواء بقي القباج مرشحا أو رفض ترشيحه سيصطف السلفيون جنبا إلى جنب ، من أجل الوطن ...