اشتكت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بمراكش حالة "الإهمال" التي تعيشها محمية سيدي شيكر بإقليم اليوسفية التي تضم غزال دوركاس المهدد بالانقراض، نتيجة تدمير مجالها الأخضر والصيد العشوائي للغزال المذكور. وأفادت الجمعية الحقوقية في رسالة وجهتها إلى كل من المدير العام للمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، والمدير الجهوي للمندوبية ذاتها بجهة مراكشآسفي، وكذا والي الجهة، أن مجموع رؤوس غزال الكوركاس بالمحمية الممتدة على مساحة 1987 هكتار، لم يعد يتعدى 250 رأسا. وأكدت في الرسالة التي حصلت جريدة "العمق المغربي" على نسخة منها، أنها وقفت على حالة محمية غزال دوركاس بمصابيح الطالعة بجماعة سيدي شيكر بإقليم اليوسفية، والتي أنشأها الاستعمار الفرنسي سنة 1952، وسجلت الجمعية ما لحق بالمحمية من أضرار ناتجة عما أسمته "الإهمال الممنهج وعمليات التخريب المستمرة لمجالها الأخضر نتج عنه تقلص عدد الأشجار وموت أخرى نتيجة عدم العناية واختفاء الغطاء النباتي السائد بالإضافة للتهديد الوجودي لقطيع غزلان دوركاس". وأضافت الجمعية في رسالتها، أن "مافيا" متخصصة في بيع لحوم الغزال لفنادق بمراكش، تعمل على اصطياده بالمحمية دون رخصة، مستغلة وضعية السياج الوحيد والمتهالك، والذي تتخلله مجموعة من المنافذ تسمح لأي كان بولوجها، "سواء بغية الصيد أو لسرقة خشب الأشجار والعبث بحرمة المحمية، دون أي تواجد حقيقي لرجال المياه والغابات أو السلطة المحلية خصوصا في الفترة الليلية". وتابعت "ومن خلال ما تحصلت عليه الجمعية من إيفادات وشهادات في عين المكان والدواوير القريبة، أفاد السكان أن معظم مهام رجال المياه والغابات الموكول لهم حماية هذا المجال المترامي الأطراف أصبحت تفوض لأشخاص غير محلفين خارج إطار المندوبية ويستفيدون من امتيازات ممنوحة لرجال هذه الأخيرة كسيارات الخدمة كما هو الحال سيارة ممنوحة لحارس ليلي لمؤسسة تعليمية، وما يشكل ذلك من فوضى ومحسوبية تتحكم بها علاقات متشابكة ينسجها هؤلاء الوكلاء بمافيا الصيد". وطالبت الجمعية الحقوقية من المسؤولين الذين تمت مراسلتهم بالعمل على وقف نزيف محمية غزلان دوركاس سيدي شيكر ووقف عمليات استنزاف مخزونها النباتي والحيواني وحمايتها عبر تعويض ما فقدته من أغراس عبر إطلاق حملة تشجير بها وإطلاق مشروع إكثار الوحيش بالمحمية بتنسيق مع المصالح المركزية للرفع من عدد قطيع الغزلان. كما طالبت كذلك، بوقف التدبير المفوض لعمليات الحراسة عبر توكيل المخبرين، وإيكال هذه المهمة لرجال المياه والغابات ورجال الدرك بكل من جماعة سيدي شيكر وجماعة المزوضية وجماعة لوداية وسيد الزوين والمنابهة لما تعرفه من ارتفاع مخيف لعمية الصيد العشوائي التي تؤدي لإبادة القطيع بمجموع هذه الجماعات. ودعا رفاق الهايج إلى تحويل هذه المحمية لمنطقة جذب سياحي، وخلق مجموعة من المرافق بفضاء المحمية وخلق فرص شغل لسكان مصابيح الطالعة لإشراكهم في حمايتها، وكذا وضع الإمكانيات اللازمة رهن إشارة المسؤولين عن حمايتها والتابعين لمندوبية المياه والغابات، فضلا عن تكثيف الحملات الأمنية بمحيط المحمية، والتي بإمكانها الحد من نشاط مافيا صيد هذه الغزلان.