اعتبر قائد حراك الريف، ناصر الزفزافي، من داخل زنزانته بسجن عكاشة بالدار البيضاء، أن من سماهم ب"المفسدين من سلطات محلية، ومنتخبين، ومسؤولين حكوميين، ودكاكين سياسية"، عملوا على مدى سنوات على "نهب خياراتنا وقمع وتركيع إخواننا وأبنائنا، وإيهامنا بوعود كاذبة حول مشاريع تنموية وهمية وغير قابلة للإنجاز". وأشار في رسالة خطية إلى ساكنة الريف وكل أبناء الوطن، اطلعت جريدة "العمق" على نسخة منها، أن هؤلاء المفسدين "لم يسلم من كذبهم ومؤامرتهم حتى ملك البلاد، الذي كان أملنا أن تنكشف حقيقتهم المخزية أمامه ليطبق في حقهم ما يحتمله القانون من عقاب ومحاسبة، في دولة ترفع شعار الحق والقانون، وربط المسؤولية بالمحاسبة". الزفزافي قال إن "الشباب سعى من خلال مسيراتهم الحضارية، إلى تحويل الحراك إلى نور مبارك يضيء ظلمة الفساد، ويكشف وجهه الخبيث ولوبياته أمام الشعب والملك، بعد سنوات من القهر والظلم والطغيان، واستغلال بشع لشعار المصالحة مع الريف". وأضاف في رسالته بالقول: "غير أن الأقدار شاءت إلا أن تكرر أحداث 1958 عندما اتُهم أجدادنا زورا بالسعي للانفصال وتنفيذ أجندات أجنبية، بينما كانوا يطالبون بمطالب اجتماعية واقتصادية بسيطة لازلنا نناضل من أجلها إلى اليوم، ونفدي في سبيلها الأرواح، ونضحي من أجلها بحرياتنا ودمائنا". المعتقل رقم 74823 بسجن عكاشة، دعا نشطاء الحراك إلى ضرورة الالتزام "بالسليمة ثم السليمة ولا بديل عن السليمة، كسبيل وحيد لتحقيق ملفنا المطلبي، كمبدأ راسخ ساهم في استمرار هذا الحراك، بالرغم من الاستفزازات المتعمدة للقوى الأمنية، وما يتعرض له الشباب والمواطنون على يد الضابط عصام في المسيرات ومخافر الشرطة" . وأوصى المحتجين "بنبذ العنف والتطرف أو الخروج عن مطالبنا العادلة"، منبها إلى "عدم الانجرار وراء مكائد من يريد بكم سوءا، فمن رمى حجرة فقد خان الحراك والمعتقلين، ومن كسر زجاجا فليس من الحراك، ومن خرج عن مطالبنا فليس من الحراك، وأحذركم كذلك من الراكبين على مآسينا وجراحنا ونضالاتنا من ممتهمني النضال، ومسؤولين على ما آلت إليه الأوضاع من سماسرة الريف وتجار الأزمات".