احتشد العشرات من رجال ونساء التعليم في مسيرة احتجاجية بالرباط، صباح اليوم الثلاثاء، لمطالبة وزارة التربية الوطنية بحل الملفات العالقة لسبع فئات في هذا القطاع، وبعقد "مصالحة حقيقية" مع الأسرة التعليمية، مرددين شعارات تتهم الحكومة "بممارسة الظلم والحيف ونهج سياسة الآذان الصماء". الوقفة الموحدة التي دعا لها تنسيق نقابي يضم 6 نقابات تعليمية الأكثر تمثيلية في القطاع، ضمت الأساتذة المكلفين خارج إطارهم، موظفي الوزارة حاملي الشواهد العليا، أساتذة السلم التاسع، المساعدون التقنيون والإداريون، ضحايا النظامين الأساسيين 1985 و2003، متدربو وخريجو مسلك الأطر الإدارية والتربوية. مصالحة مع الأسرة التعليمية حميد بنشيخ، نائب الكاتب العام للجامعة الوطنية لموظفي التعليم المنضوية تحت لواء الاتحاد الوطني للشغل، أوضح في تصريح لجريدة "العمق"، أن التنسيق النقابي الذي حج أمام البرلمان اليوم، يعبر عن استيائه من غياب الحوار عن وزارة التربية الوطنية في تعاملها مع الفئات المتضررة. وطالب المسؤول النقابي، وزير التربية الوطنية بأن "يكون جريئا لفتح الملفات التي عمرت طويلا في وزارته، وأن تكون له الجرأة لخلق مصالحة مع رجال ونساء التعليم"، متهما الوزارة بتغييب الملفات العالقة للأسرة التعليمية عن أجندتها، مناشدا الحكومة بتحقيق مصالحة مع رجال ونساء التعليم وبإصلاح حقيقي تنخرط فيه الشغيلة التعليمية بقوة، وفق تعبيره. إلهام بلفحيلي، عضو الجامعة الوطنية للتعليم المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، اعتبرت في تصريح لجريدة "العمق"، أن وزارة التربية الوطنية تعيش اليوم مفترق طرق، مشيرة إلى أن إصلاح التعليم يقتضي أولا وأخيرا إنصاف موارده البشرية، داعية وزارة حصاد إلى الاستماع لأصحاب هذه الفئات والاستجابة لمطالبهم العادلة، حسب قولها. "الزنزانة 9" محمد بوخريص، منسق وطني لأساتذة السلم التاسع، طالب وزارة حصاد بتسوية ملفهم عبر ترقية استثنائية بأثر رجعي، مالي وإداري، منذ موسم 2012/ 2013، مشيرا إلى أن الخريجين الجدد يتم توظيفهم بالسلم 10 و11. وأضاف "أساتذة لهم أقدمية قد تصل إلى 14 سنة لكن لا زالوا يعانون في السلم 9 الذي توقف العمل به منذ 2012، ونطالب الوزرة بالترقية إنصافا لهذه الفئة لأن لهم دور تربوي في تأطير الأساتذة، بمن فيهم الأساتذة الجدد. وتابع قوله في تصريح لجريدة "العمق"، بالقول: "من الحيف أن نقوم بتأطير أساتذة أكبر منا رتبة، هذا أمر مرفوض، ويجب حل الملف عاجلا لكي نخرج من الزنزانة 9″، وفق تعبيره. الترقية بالشهادة محمد بشر، عضو المجلس الوطني للتنسيق النقابي لموظفي وزارة التربية الوطنية حاملي الشواهد العليا، اعتبر أن هذا التنسيق يأتي "في ظل الآذان الصماء التي تنهجها وزارة التربية الوطنية قرابة العامين من النضال دون أي جواب، وفي ظل غياب إرادة سياسية لحل الملفات العالقة". وأضاف في تصريح لجريدة "العمق"، أن مطلب حاملي الشواهد بسيط جدا، يتجسد في الترقية بالشهادة وتغيير الإطار إسوة بالأفواج السابقة، متسائلا بالقول: "كيف يعقل أن تتم ترقية فوج 2015، ولا يتم ذلك مع فوجي 2016/ 2017 بحكم انتهاء مرسوم 2.11.623 القاضي بالترقية بالشهادة"؟ التكليف خارج الإطار وفي نفس الصدد، قال سعيد نخلي، أحد الأساتذة المكلفين خارج إطارهم الأصلي، إن هذه الفئة تعاني منذ العام 2006 دون أي حل، مشيرا إلى أن مطلبهم واضح وهو تغيير الإطار إلى أساتذة التعليم الثانوي بمسلكيه التأهيلي أو الإعدادي. وأوضح في تصريح لجريدة "العمق"، أن هذه الفئة "تقدم خدمات جليلة للمدرسة العمومية، لكن للأسف دون أن تلقى اعترافا من طرف الوزارة، بحيث أنهم يرجعوننا لأقسامنا بمجرد انتهاء السنة الدراسة، وهذا ظلم وحيف في حقنا"، على حد قوله. يُشار إلى أن المسيرة اتجهت من أمام مبنى البرلمان، في اتجاه مقر وزارة التربية الوطنية، وشاركت فيها كل من النقابة الوطنية للتعليم المنضوية تحت لواء الكنفدرالية الديمقراطية للشغل، الجامعة الوطنية لموظفي التعليم التابعة للاتحاد الوطني للشغل، الجامعة الحرة للتعليم المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، النقابة الوطنية للتعليم التابعة للفدرالية الديمقراطية للشغل، والجامعة الوطنية للتعليم المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، والجامعة الوطنية للتعليم.