احتج العشرات من أساتذة "ضحايا النظامين الأساسيين 85 و03"، ضد وزير التربية الوطنية رشيد بلمختار، مطالبين بإنصافهم عبر ترقيتهم الفورية إلى السلم 11 إسوة بباقي الأساتذة، وذلك في مسيرة انطلقت من مقر وزارة التربية الوطنية في اتجاه البرلمان، صباح اليوم الإثنين بالرباط. المحتجون رفعوا شعارات تندد بالنظامين الأساسيين اللذان تسببا في "حرمانهم من الترقية ومتابعة دراستهم الجامعية"، مهددين بتصعيد أشكالهم الاحتجاجية عبر مقاطعة الامتحانات الإشهادية في الابتدائي والإعدادي ومقاطعة برنامج مسار، والدخول في اعتصام طويل. واتهم الأساتذة المنتمون ل"اللجنة الوطنية لضحايا النظامين الأساسيين"، وزيري التربية والتعليم، رشيد بلمختار وخالد البرجاوي، ووزير الوظيفة العمومية محمد مبديع، بالتعنت والاستهتار، مطالبين بالاستجابة لمطالبهم وإمدادهم بمعطيات الملف "بشكل مؤسساتي وليس عن طريق التسريبات". الأستاذ عبد القادر مسروج، قال في تصريح لجريدة "العمق المغربي"، إن احتجاجهم اليوم ضد وزيري التعليم ووزير الوظيفة العمومية، "لأنهما أعلنا تبني ملف النظامين الأساسيين 85 و2003 دون نرى أي شيء"، مشيرا إلى أن عدم ترقية الأساتذة المتخرجين من 1972 إلى 1986 وحرمانهم من متابعة دراستهم الجامعية، يشكل ظلما وحيفا كبيرا للأسرة التعليمية، حسب قوله. منسق النقابة الوطني للتعليم المنضوية تحت لواء الكنفدرالية الديمقراطية للشغل، أوضح في تصريح لجريدة "العمق المغربي"، أن مطالبهم تتخلص أساسا في الترقية الفورية إلى السلم 11 ابتداء من 2012 بشكل رجعي ماديا وإدرايا، اعتبارا من كون عدد من أساتذة النظامين المذكورين تقاعدوا في 2012، لافتا إلى أن "ترقيتهم من السلم 7 إلى 8 و9 ثم إلى 10 لم يكن ترقية بل إلحاقا فقط، نظرا لتصفية الحكومة لتلك المراتب من السلم في الوظيفة العمومية بالقطاع التعليمي". وأشار إلى أن عدد المتضريين من النظامين الأساسيين يصل إلى 30 ألف، منهم 27 ألف من هيئة التدريس، و3000 من الأطر الإدارية، لافتا إلى أن من بينهم من قضى 40 عاما في التعليم، مضيفا بالقول "لا يعقل أن تُستثنى هذه الفئة من الترقية في حين أن التوظيف الحالي يتم مباشرة من السلم 10"، وشدد على ضرورة استثناء ضحايا النظامين من إصلاح نظام التقاعد تفاديا لتأزيم وضيعتهم. يوسف علاكوش، الكاتب العام للجامعة الحرة للتعليم المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، قال في تصريح لجريدة "العمق المغربي"، إن المحتجين "لا يريدون تجزئة الملف أو مقايضته، بل يريدون الحل الشمولي الذي يستفيذ منه كل الضحايا من جبر الضرر". واعتبر أن هذا الملف هو "ملف للكرامة ولرد الاعتبار للمدرسة العمومية والدرس على حد السواء"، لافتا إلى أن "وقفة اليوم تأتي لتنفيذ البرنامج الوطني للجنة الوطنية لضحايا النظامين الأساسيين كجبهة نقابية داعمة وموحدة حتى انتزاع الملف في شموليته".